ثورة أون لاين:
في زمن الكورونا احتجنا البقاء في البيت حفاظا على سلامتنا وعدم الإصابة بهذا المرض ولطالما لازمناالبيت لأوقات كبيرة هل استثمرناه بالمفيد و الإيجابي و هذا التلاحم مع أفراد الأسرة و اجتماعها بشكل منتظم يرتب علينا الاستفادة القصوى من هذا الوقت الطويل .. كنا في زمن انشغالنا قبل هذا المرض لا نجد الوقت الكافي و مع ذلك كان يطالب علماء الاجتماع و الاختصاصيين التربويين بتخصيص وقت لأطفالنا.. نحاورهم… نتكلم معهم … نتحدث إليهم.. نعرف مشكلاتهم … نلتمس طموحاتهم .. نكتشف مواهبهم…
إن الحوار الهادئ هو صمام أمان لكل أسرة، و عند غياب هذا الحوار في الأسرة فعليك ان تتوقع انتقاله من البيت إلى الخارج، ويفضل البعض من الأهالي فرض رأيهم و عدم السماح لاختلاف وجهات النظر تخرج لنا أبناء يهزون رؤوسهم و يطيعون دون أي مناقشة فهنا نخلق طفلا يستجيب لكل داع مطيعا بدون رأي و لا يحترم نفسه و لا يثق برأيه..
في مجتمعنا نريد طفلا قويا سليما صلبا منيعا للأفكار الدخيلة ذا رأي مستقل بعيدا عن التقليد السلبي حتى يصبح رقما صعبا في المجتمع … و مثالا لكل الأبناء و صورة حقيقية لمجتمعنا … أميرة ( ربة منزل ) تسأل: كيف أتقرب من أبنائي .. كيف أتفهم مشاعرهم ، أراهم في شرود و حزن و قلق، و عندما اسألهم عن أحوالهم يجيبون باختصار و بتردد ، فما العمل ؟ يجيب الباحث الاجتماعي و التربوي عبد العزيز الخضراء: ” إن التحدث مع الأطفال و محاورتهم ليس بالأمر الصعب و لكن الصعوبة تكمن في أداء هذا ببراعة و كل ما يحتاجه الأب هو بعضا من التروي و الصبر و الحكمة و قليلا من التدريب ليتم التواصل و الانفتاح بين الآباء و الأبناء و يبدأ التدريب عن طريق فهم مشاعرهم و عدم رفض أفكارهم و التواصل و التحدث و التنازل عن بعض ما تاثرنا به سابقا فاتحين لهم مجال التمتع باستقلالها لتحريك تفكيرهم متلمسين طريقهم في الحياة بأنفسهم متسلحين بالخبرات و المهارات و المعارف التي حصلوا عليها مع الحفاظ على تعاملنا معهم باحترام و لباقة كما نتعامل مع الكبار ” . و تتساءل السيدة ( سعاد) و هي مدرسة لأطفال: كيف أتعامل مع طلابي ، كيف أكسب ثقتهم ، ماهي الطرق التدريسية الناجعة للتعامل معهم ؟ يجيب على ذلك علماء النفس و الاجتماع و التربية : ” إن التعليم يجب أن يتم بطريقة متدرجة و مرنة تعتمد التسلسل في طرح المعلومة لايصالها بشكل سليم و معافى إليه و بذلك نوثق الروابط و نفتح آفاق و طموحات الأطفال، ويؤتي التعليم ثماره و فوائده الإيجابية عندنا يأتي بصفحة حانية و دافئة مع الابتعاد عن التعليم الانتقادي الذي يبعد الطفل عنا و تجعله لا يسألنا و لا يطلب مساعدتنا عند مواجهته للمشاكل لعدم إصغاءنا له و عدم حوارنا معه. أما السيد عماد وهو مرشد اجتماعي فهو يرى بعض الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء تجاه أولادهم منها التقليل من الثناء على ما يقومون به من سلوك و مبادرات حسنة و الاسراع لتوجيه النقد لكل سلوك خاطئ فانتقاد السلوك لا يعتبر ذا فائدة اذا لم يقم الوالدان بتوضيح السلوك الحسن البديل للطفل مع اليقين بأن عبارات الثناء و المديح لا تفيد اذا لم يتم التحكم بمشاعرنا و هذا سوف يعود علينا بالفوائد و المكاسب التي تنمي شخصيته مع تجنب الإغراق في المديح في كل الأوقات. و خلاصة خبرة علماء النفس و التربية تتجه إلى تحديد الهدف و الغاية من الحوار هل هو لتوصيل مفهوم أو لتوضيح غاية أو لتصحيح فكرة مع معرفة المرحلة العمرية وخصائصها التي يمر بها الابن . علينا اختيار الوقت و المكان و الظرف المناسب للحوار. إن حسن الاستماع و الإصغاء الجيد و عدم مقاطعته كفيل بدخول عقله و مشاعره و لا يتأتى ذلك إلا بالتاني في تطبيقها و إذا لم يتسع صدرك لابنك فمن يا ترى سيتسع صدره لابنك. إن حسن استماعنا لأبنائنا و حوارنا هو تدريب له على حسن استماعه لك و للآخرين. وتعليم الابن على الصبر هو مفتاح النجاح في قيادة الذات و عدم تضخيم الأنا و احترام الآخرين و بهذا تتعزز الثقة عند الأبناء و تأكيد الذات و تنمية الاستقلالية و تشجيعهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم. ما المانع ان تخاطب ابنك بأحب الأسماء و الألقاب إلى قلبه و لتكن مسليا في حوارك مع ابنك فالتسلية في بداية الحوار كمن يجهز العسل لضيوفه بكل رحابة صدر . و اخيرا لتكن فاكهة حديثنا مع الأطفال الكلمة الجميلة مع الابتسامة المحببة و المشاركة الجماعية ..
أيمن الحرفي.