في كل مرة يراودنا سؤال مهم.. ماذا بعد كورونا؟
في خضم هذه الأيام المملوءة بالصعوبات ومحاولاتنا الحثيثة للخروج من أزمة كورونا بأقل الخسائر على المستوى الصحي، وهو بالتأكيد أولوية قصوى الآن، نقول إنه ينبغي على الجهات المعنية التفكير بعمق في الانعكاسات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المترتبة على هذه الأزمة والمتوقع استمرارها لفترة ليست قصيرة.
هذه الانعكاسات ستمتد لتطال قطاعات عديدة ملحقة أضراراً كبيرة بشريحة واسعة، إذا لم تتم دراستها استباقياً والخروج بسياسات شمولية وتدابيرعاجلة لعلاجها والحد من آثارها المتوقعة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر.. المشهد الثقافي اليوم يحتاج إلى نظرة استباقية، فعلى الرغم من أن المراكز الثقافية والمسارح ودور السينما قد عادت تدريجياً، وصحيح أن الهيئة العامة السورية للكتاب مشكورة عادت لطباعة بعض الكتب، لكن محاولاتنا مازالت خجولة.. لاشك أن وزارة الثقافة تحاول جاهدة لإعادة الحياة إلى مفاصل الثقافة وشرايينها عبر إقامة الفعاليات والمهرجانات وآخرها مهرجان القنيطرة الثقافي وغيره من النشاطات، لكن هل هذا يكفي في وضع استثائي كهذا؟ ألا نحتاج إلى رسم استراتيجيات جديدة تتناسب مع الوضع الراهن؟
نعم.. يجب على جميع المؤسسات والجهات المعنية التنبه إلى حساسية المرحلة القادمة، والوقوف جنباً إلى جنب للخروج بآلية تبعدنا عن الأخطار، فالثقافة جزء كبير من المجتمع ومن حياتنا، وهي أولاً وآخراً الحصن المنيع الذي نحتمي به، والذي من واجبنا جميعاً أن نحميه بأيدينا ودمنا أيضاً.. فمسؤوليتنا في ذلك قائمة كما هي مسؤوليتنا فيما كانت من قبل.
عمار النعمة – رؤية