كما هي العادة حمل لقاء السيد الرئيس بشار الأسد يوم أمس مع أعضاء الحكومة الجديدة الكثير من الرسائل الهامة على أكثر من صعيد، واليوم سأتوقف عند ما تطرق إليه سيادته حول الإعلام، خاصة أنني كنت قد تطرقت مؤخراً لهذا الموضوع..
الرئيس الأسد أكد في لقائه أمس… بالمحصلة مكافحة الفساد يجب أن يكون شاملاً وعبر الإعلام طبعاً.. الإعلام دوره مهمٌّ جداً وخاصة في قضايا التحقيقات.. وأنا هنا أتحدث عن الإعلام التقليدي.. وعن الإعلام الالكتروني المحترف.. وعندما أقول محترفاً لأن البعض يخلط بين الإعلام وبين الانترنت بشكل عام، ومواقع التواصل الاجتماعي.. هذه ليست إعلاماً.. الإعلام له أسس معينة.. من الضروري أن نشجع هذا الإعلام التقليدي والالكتروني على البدء بمتابعة مثل هذه القضايا من خلال تحقيقات ووثائق لكي نقطع الطريق على الإشاعات والتقولات.. فإذاً مكافحة الفساد ضمن السياسة الراهنة والسابقة.. هي الضرب بيد من حديد..
وعن الإعلام السوري قال الرئيس الأسد: «الإعلام السوري حقق نقلة جيدة بظروف صعبة.. ومن واجبه اليوم أن يستمر في ملاحقة مكامن الخلل من دون تردد.. ومن واجب المسؤولين الاستجابة.. إن كان بمقابلة أو ببيان أو بنقل المعلومة بطريقة ما عبر المكاتب الإعلامية.. هناك طرق مختلفة للتفاعل مع الإعلام ونقل المعلومة، ومن الضروري توسيع دائرة الحوار في الإعلام السوري سواء مع المواطنين أو المختصين أو المسؤولين.. هذا يرفع مستوى الحوار والمعرفة.. ويرفع قدرتنا جميعاً في المجتمع السوري على إيجاد الحلول للمشاكل برؤية أوسع، بدلاً من الرؤى الضيقة التي تنشأ من خلال الحوار بين مجموعات محدودة، وخاصة عندما نحصر الحوار فقط داخل مؤسسات الدولة.. وعلى الحكومة دعم الإعلام في أخذ دوره الفعال وتحقيق كل العناصر التي تؤمن له النجاح بدلاً من العرقلة.. لأن طرح المشاكل هو دعم للمسؤول وليس هجوماً عليه.. وهو مساعدة له.. الناس ترى المشاكل فأين المشكلة أن نراها على الإعلام.. بالعكس هي مساعدة وهي منصة للمسؤول لكي يدافع عن وجهة نظره ولكي يشرح أيضاً وجهة النظر هذه.. والظروف المحيطة بهذه المشكلة.. هناك في إطار الإعلام موضوع التواصل حيث لدينا دائماً مشكلة بين المسؤول والمواطن ألا وهي مشكلة التواصل.. بسبب عدم قدرة أو عدم رغبة.. هناك مشكلة مع الشفافية أو في فهم مصطلح الشفافية.. قد تكون مشكلة التواصل مرتبطة بقدرة هذا المسؤول على التواصل، وهذه القدرة تأتي من البيئة التي نشأ بها، وربما من الموهبة التي يتمتع بها.. وهذا صحيح.. وعندما لا يكون مسؤولاً لا توجد مشكلة في أن لا يكون قادراً على التواصل.. لكن بمجرد أن يصبح مسؤولاً يجب أن يبحث عن طريقة لفعل ذلك.. وأنا أقول إن أسهل طريقة أن يكون الإنسان شفافاً وعفوياً..” كما قال أيضا : “القضية ليست بحاجة لبروفات ولا لدورات.. وإنما بحاجة لعفوية.. شرح لما يفكر به المسؤول.. شرح ما هي المشاكل التي تواجهه.. ما هي أسبابها.. كل ما يحيط بها بشكل شفاف وعفوي.. وأنا أعتقد ومتأكد أن المواطن سوف يتفهم.. لكن لا نستطيع أن نطلب منه التفهم ولا تشرح له ولا تعطيه معطيات.. عندما لا نقدم المعلومات فسيكون المواطن عرضة للإشاعات.. استخدام الإعلام الرسمي أيضاً ضروري جداً.. عندما نستخدم الإعلام الرسمي لنقل المعلومات الحقيقية والصادقة فنحن نحول الإعلام إلى مرجعية موثوقة للمعلومة.. وبهذه الطريقة نقطع الطريق على فوضى الانترنت.. وبالمناسبة هذه الفوضى شيء طبيعي لأن الانترنت ليس مؤسسة تتبع لجهة محددة.. كل من يشاء يقول ما يريد.. ولكن المواطن دائماً يبحث عن جهة يثق بها لكي يأخذ منها المعلومة.. ومبادرتنا بهذا الاتجاه هي التي تقطع الطريق على هذه الفوضى وعلى سلبيات هذه الفوضى.. وكل وزارة فيها مكاتب إعلامية تستطيع أن ترصد يومياً ما يطرح.. قد تكون هناك أشياء بحاجة لرد سريع فوري.. حسب أهمية الموضوع.. وقد تكون هناك أشياء تتراكم، وربما يكون الرد من خلال بيان إعلامي أو من خلال ظهور للمسؤول ببيان أو عبر مقابلة تلفزيونية أو غيرها.. الإعلام واسع ولديه طرق كثيرة.. المهم أن نبادر بهذا الاتجاه..».
لقد استطاع الرئيس الأسد إيجاز كل المشكلة التي تواجه الإعلام والمواطن في آن معاً بحديثه عن كيفية التواصل بين المسؤول والمواطن عبر الإعلام، وهي مشكلة لطالما واجهت كل من يعمل في مجال الإعلام ليتحمل وزر التقصير أمام الجمهور وبالتالي هي رسالة مهمة ياحبذا لو يقتدي بها المسؤولون الجدد لاختصار الجهد، وليشاركوا في بناء الثقة بدلاً من تقاذف المسؤولية كما حدث مؤخراً، واليوم شهدنا كيف أعاد الرئيس الأسد الأمور إلى نصابها وأشاد بالإعلام الوطني، ولعمري فإن ما حدث لهو رد اعتبار ووسام يعلق على صدر كل إعلامي سوري..
على الملأ- بقلم أمين التحرير- باسل معلا