لم يغب الجولان لحظة واحدة عن المشهد السياسي في المنطقة، ولا في العالم، ومؤسساته الأممية، ولا يغرن أحداً ما في العالم، الصخب والضجيج الذي يهذي به نتنياهو، وادعاؤه أن الجولان سيبقى تحت الاحتلال الصهيوني إلى ما لا نهاية، هذا ليس إلا وهماً ومحاولة لنزع الذعر الذي يعيشه المستوطنون الصهاينة ليس في الجولان المحتل وحده، إنما في الأراضي العربية المحتلة كلها.
فلا المستوطنات يمكنها أن تكون حصوناً لايمكن أن تزول، ولا القوة الصهيونية المدعومة أميركياً، يمكنها أيضاً أن تقف بوجه إرادة الشعوب، وإذا كنا نتحدث اليوم عن الجولان وما قام به أهلنا الأبطال لمواجهة العدوان الصهيوني، مازال باقياً ومستمراً، تتعدد ألوان وأشكال المواجهة من إضراب إلى مواجهات مباشرة، إلى رفض إجراءات ومحاولات التهويد والصهينة كلها، والتمسك بالهوية العربية السورية.
والرحم الذي يمتد شرياناً راسخاً كما قمم هضبة الجولان يزداد بين الوطن الأم سورية، وأبناء الجولان الذين يعلنون كل ساعة موقفهم الداعم للوطن، ويمضون قدماً نحو التحرير الكامل للجولان.
اليوم لا نستعيد ذكرى انتفاضة، ولا مواجهة فالفعل النضالي مستمر، وأهلنا الصامدون في الجولان صانوا الأرض والهوية، ويعرفون أن المعركة التي تخوضها سورية ضد الإرهاب، هي معركتهم أيضاً بوجه العدوان الصهيوني، فالنصر الذي يحققه الجيش العربي السوري على الإرهاب، نصر على الكيان الغاصب المحتل.
البقعة الساخنة – ديب علي حسن