ثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
(صدأ العقول) مسلسل درامي إذاعي جديد من تأليف علي بلال وآمال جرمقاني، إخراج محمد عنزاوي ومساعد المخرج أحمد خضور، إنتاج دائرة الدراما الإذاعية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، شارك في العمل عدد من الفنانين، منهم: رياض نحاس، جهاد الزغبي، خلدون قاروط، سوسن ميخائيل، ريم عبد العزيز، سمر عبدالعزيز، هناء نصور، جهينة خربوطلي، محمد مصطفى، عمر مولوي، إيمان عمر، مجد نعيم. وانطلق بثه منذ عدة أيام بشكل يومي على أثير كل من إذاعة دمشق البرنامج العام الساعة السادسة مساء، إذاعة صوت الشباب الساعة الرابعة فجراً، إذاعة حلب. ويشير مخرجه محمد غزاوي إلى أنه يتناول حقبة الاحتلال العثماني وخاصة في مدينة حلب ومن المفكرين والأدباء الموجودين في حلب وابنها البار عبد الرحمن الكواكبي رجل الفكر التنويري العربي الذي كان يحاربهم بالدستور والقانون.
يشير الكاتب علي بلال إلى أن العمل يتناول تداعيات الحكم العثماني لبلاد الشام وما خلّفه من آثار سيئة في مختلف مجالات الحياة، وقد تمت المعالجة الدرامية اقتراناً بسيرة المفكر العربي التنويري عبد الرحمن الكواكبي الذي تُعتبر سيرته طريقاً معاكساً لاستبداد العثمانيين فكراً وعملاً ونهجاً، مؤكداً أن ما يطرحه العمل يعتبر تقويضاً لأسس المشروع التركي المعاصر في إعادة إرث السلطنة العثمانية عبر العثمانيين الجدد، وحول محاور المسلسل يقول: المحرك الأساسي للدراما هو الصراع، ونوزع الصراع في المسلسل على محورين رئيسين: الأول يتمثل بالسلطان العثماني عبد الحميد الثاني الوارث لأيديولوجيات وسياسات السلطنة، والذي يعمل بكل ما أوتي من بطش ودهاء على تكريس الهيمنة العثمانية على البلدان العربية التي استمرت ما يقارب أربعة قرون باسم الإسلام وخليفة المسلمين، ويتمثل المحور الثاني بنقيض الأول، والمتجسد في شخص وسيرة المفكر التنويري العربي عبد الرحمن الكواكبي الذي وضع مشروعاً تحررياً طموحاً للخلاص من نير الحكم العثماني وما كرسه العثمانيون من جهل وتخلف، ويأخذ الصراع السياسي بين المحورين حالات مستورة في أغلب الأحيان تنكشف في حالات الصراع الاجتماعي بشكل واضح، وذلك عبر سعي ولاة السلطنة لتكريس الجهل والتخلف، بينما يسعى الكواكبي إلى محاربة كل ما له علاقة بالجهل والتخلف.
حول الآلية التي حكمت تناول تناولت حياة وأقوال وأفكار الكواكبي ضمن المسلسل، يقول الكاتب علي بلال: (أفكار الكواكبي رائدة من حيث مضمونها التنويري التحرري، وتقديمها عبر الدراما يختلف عن تقديمها مقروءة كما دونها الكواكبي بخط يده، ما يعني تحويل الأفكار المُدوَّنة إلى أحداث ومواقف درامية مقترنة بشخصيات اجتماعية، واقعية كانت أم افتراضية، الأمر الذي سيلاحظه المستمع في سيرة الكواكبي عبر المسلسل، وهي سيرة أحداث تقرن القول بالفعل، وأحياناً بالفعل قبل القول. ويتمثل ذلك في أحداث ومواقف كثيرة منها على سبيل المثال تكريس مهنته المحاماة لخدمة العامة من الناس بشكل مجاني)، وعما اعتمد عليه خلال الكتابة، يشير إلى أنه تمت العودة إلى مراجع تاريخية وأبحاث متعلقة بتلك الفترة ومنها السير الذاتية للشخصيات، خاصة السيرة الذاتية للسلطان عبد الحميد الثاني، والسيرة الذاتية للمفكر عبد الرحمن الكواكبي، والتي دونها ونشرها حفيده سعد زغلول الكواكبي. أما درامياً فقد احتاج العمل رسم شخصيات افتراضية حسب مسار الأحداث والمواقف، من البيئة الاجتماعية الحلبية في تلك الفترة، منها شخصيتا حسناء ومحمد وقصة الحب بينهما المقرونة بما كان سائداً من أعراف وتقاليد اجتماعية في تلك الفترة.