الثورة أون لاين – سلوى الديب:
“عراقة فنون الرسم والحفر والتصوير في سورية من عراقة إنسانها، كان التراث من أهم مصادر الإلهام بكل معطياته الفكرية والبصرية، هنا نذكر نهضة القرن السابع عشر ومصاحف القرآن الكريم المكتوبة بخط نسخيّ مدهش على خلفيات مزخرفة بالتوريق وألوان الذهب والفيروز والورد، والأيقونة التي نشط الحلبيون في تصويرها في ذاك الوقت، رسماً ولوناً، ما كانت إلّا تألقاً في مشرقية الروح.. ” كان هذا المحور الذي دارت حوله محاضرة الدكتور نزيه بدور في رابطة الخريجين الجامعين في حمص من خلال محاضرة بعنوان ” الفن التشكيلي في سورية جيل الريادة الأول” تناول فيها أهم الفنانين التشكيلين في سورية، سنورد بعض ما ورد بها:
أول فنان تشكيلي أكاديمي سوري هو توفيق طارق من الجيل المؤسس ولد 1875 في سورية وسافر إلى فرنسا ليدرس فن العمارة والتصوير، وعاد لسورية ليدرس في كلية هندسة العمارة، وقد تخرج من تحت يديه العديد من الفنانين.
وأشار إلى المدرسة الواقعية بأنها نقل الواقع كما هو حيث يعتبرها العديد من النقاد كمرحلة وانتهت، وليست مدرسة منذ اختراع كاميرا التصوير..
أما المدرسة الانطباعية هي مذهب بالفن ظهر عام 1872 عندما عرض الفنان الشهير كلود مونليه لوحة بعنوان انطباع شروق الشمس.
أما المدرسة التعبيرية فهي مدرسة ألمانية بالفن والسينما والأدب ويوجد لدينا العديد من الفنانين السورين الذين تأثروا بها.
أما التكعيبية أشهر روادها جورج براك، والتي اشتهر بها بيكاسو الذي كان رجل عصره ونسبت إليه لكنها في الواقع كانت سابقة له.
والمدرسة السريالية سلفادور دالي و التجريدية ثم الاستشراق وأخيراً الوحشية وأهم رواد الوحشية الفرنسي هنري ماتيس الذي كان يرسم من أنبوب الألوان على اللوحة.
بدأ الاستشراق في منتصف القرن الثاني عشر عند قيام حروب الفرنجة على المشرق، وفي القرن الثامن عشر ظهرت موجة عمر الخيام حيث غيرت نظرة الغرب للشرق من خلاله..
وأضاف يتميز الفريسك fresco (التصوير الرطب) بدرجاته اللونية المميزة, تدرج ألوان الصور الجدارية من الأصفر الترابي إلى الأحمر الترابي ثم إلى البني..
تعتبر لوحة “العازفات” الفسيفسائية الشهيرة المكتشفة في قرية “مريمين” بمحافظة “حمص” واحدة من أندر اللوحات الفنية الباقية في العالم، قام بدور بعرض عدة لوحات لهذا الفن..
وأشار لفسيفساء المسجد الأموي الذي أشرف مدير المعهد الفرنسي في دمشق آنذاك، فيكتور أوستاش ديلوريه، على عملية إزالة القصارة، والتي يبدو أن العثمانيين وضعوها، والنتيجة أن فسيفساء الجامع ” يكاد يقطر ذهباً ويشتعل لهباً” ولم يعد مزاودة شعرية من ياقوت الحموي..
الحديث المنصف عن جيل الرواد المؤسسين، يأخذ بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي أحاطت بهم، و شجاعتهم في مواجهتها, والعمق الفكري والثقافي الذي تستند إليه (مغامرتهم التشكيلية)
وهو ما يمكن التعرف عليه عن كثب من الدراسة العميقة للسيرة الحياتية والإبداعية لتوفيق طارق و منيب النقشبندي وغالب سالم وعبد الوهاب أبو السعود وسعيد تحسين
وميشيل كرشة وصبحي شعيب ورشاد مصطفى وخالد معاذ ورشاد قصيباتي ووهبي الحريري وإسماعيل حسني وسواهم.
فتناول خلال المحاضرة أغلب الفنانين المذكورين وسيرة حياتهم وعرض صور بعض أعمالهم، وسط حضور عدد كبير من المهتمين.