الثورة أون لاين – فادية مجد:
في كل مناسبة وعبر أثير أغلب الإذاعات تنهال المعايدات والمباركات بمناسبة عيد المرأة العالمي.
أحاديث منمقة عن دورها في المجتمع وعظيم تضحياتها .. كلام جميل وبالفعل هو صحيح.
ولكن هل يكفينا فقط كنساء وسيدات هذا الكلام إن بقي فقط مجرد شعارات وتنظير ومجاملات إن لم يطبق على أرض الواقع كفعل إنصاف وتقدير وإيمان حقيقي بأن المرأة لم تنصف رغم كل ماوصلت إليه؟!.
فما زالت هناك بعض العقول المتحجرة التي تحارب المرأة.. وما زال هناك حرمان لحقوقها في الميراث، وما زالت بنظر أهلها مهما بلغت من مكانة وعمر ضلعاً قاصراً وسندها أي رجل دون التفكير بالتوافق الفكري والعاطفي وأمور أخرى.
ما زالت المرأة المطلقة عند من تفكيرهم فيه لوثة، هي امراة ناشز ومتمردة، والأرملة بنظرهم لقمة سائغة
والصغيرة سناً سهلة المنال، والتي تأخر نصيبها ولم تتزوج فتاة معقدة ومغرورة أو هي فتاة سيئة السمعة ولهذا لم تتزوج..! والمتزوجة ( نفّقت حالها ) ؟!
ما زالت المرأة والأنثى مهما بلغت سناً وقدراً، ممنوع عليها أن تطالب بحقوقها أو أن تعبر حتى عن مشاعرها النبيلة.
مهما قلنا إن المرأة أخذت دورها وخرجت للحياة واستلمت وتقلدت،
ما زال يطمع الكثير من الناس، و يريد أن يأخذ منها مادياً ومعنوياً، ولكن هي لا يحق لها المطالبة بأبسط حقوقها كإنسانة في بعض المطارح.
نتكلم بلسان كثيرات التقينا بهن وقرأنا الوجع في عيونهن وفي حياتهن،
فإلى متى ستبقى تلك العقليات سائدة ومتمسكة بتلك القناعات المتخلفة والظالمة لها عند أغلبية المجتمع وبالتالي إنصافها معنوياً؟
هذا السؤال الموجع الذي تردده بعض النساء والفتيات..
وإلى متى تبقى تحارب من قبل المراة نفسها على صعيد العمل والحياة،
حيث يفترض بهن أن يساندن بعضهن ويدعمن نجاحهن ويكن السند والمدافع لكل ما يوجع أي سيدة في أي مكان؟!
لا يوجد عيد حقيقي للمرأة إن لم نتحرر من تلك العقليات البالية، ونأخذ بيدها ونعزز من قدرها وكرامتها ، فهي الأم والأخت والزوجة والحبيبة والزميلة والصديقة.
علينا بلسمة جراح المرأة بأشكالها المختلفة قولاً وفعلاً.