الثورة أون لاين – لميس علي:
بدأ العد التنازلي للموسم الدرامي في رمضان القادم، وبالتالي بدأت الفواصل الترويجية والدعائية للمسلسلات التي ستعرض خلاله.
الملاحظ وبشكل واضح، أن كبريات شركات البث التلفزيوني متمثلة بمجموعة (mbc) أخذت تطلق فواصل إعلانية للمسلسلات التي أنتجتها، لكن ستعرض على منصة شاهد (piv)، وهي اللازمة التي ستكون حاضرة في أي إعلان لكثير من الأعمال الدرامية.
وكأنها خطوة أولى لسحب نسبة ملحوظة من العروض لصالح عرضها على المنصة الرقمية، توطئة لسحب أوسع عدد ممكن من متابعي الدراما من التلقي التلفزيون التقليدي لصالح التلقي الرقمي، كذلك.
لكن، لماذا لا تكتفي تلك الشبكات من الإعلان على المنصات فقط.. أم أنها تبتغي “لطش” المشاهد التقليدي لتصيره مشاهداً رقمياً.. ويُمهر حينها بلقب (piv)..؟
حالياً.. نحن أمام عصر فرز المتلقي ما بين فئتين، فئة أولى: هي للمتلقي العادي التقليدي والذي لا يزال محافظاً على متابعته على شاشته غير الموصولة على الإنترنت.. وفئة ثانية: هي فئة المتلقي (piv) الذي ارتقى بمستوى التلقى بوصل الشاشة بالإنترنت، مشاركاً بمنصات العرض الرقمي..
وكل ذلك لتفعيل وظيفة الشاشات الذكية.. والسؤال: هل سترتقي فعلياً بذهنية المتلقي ليصبح ذكياً هو الآخر..؟
كل الخوف أن الذكاء الذي تسعى إليه هو بمفهومه السائد حالياً بأبعاده الرقمية لا غير.
فإذا كنت من مشتركي إحدى تلك المنصات على أحد التطبيقات الذكية، بمجرد أن تحاول فتحها ستدرك سرعة البث التدفقي الهائل لأعمال تعرض على مدار الساعة.. وبالتالي تشكيل متلق على هواها، ذكي بمقاييس التدفق الذي يبتغون..!
هل يخطر لنا أنها وسيلة لتدوير أرباح شركات البث إن كان بطريقة العرض التلفزيوني التقليدي أو التدفقي..؟
شركات تجني أرباحاً لمرة أولى عبر المنصات، ثم عبر العرض تالياً على محطات التلفاز..
على هذا النحو.. عرض مؤخراً كل من مسلسلي “دانتيل” و”أنا”، على منصة (شاهد).. ثم تمت إعادة العرض ثانياً على (cb4m).. وهكذا في كل ما تشارك تلك المحطات بإنتاجه.. وصولاً إلى موسم عرض دائم طوال السنة.. لا يتوقف.. وإنتاجات تسعى لمزيد من البث الدرامي عبر تقليص مدة المسلسل إلى ثماني أو عشر حلقات.. وهو ما يضمن بدوره عجلة إنتاج درامي مستمرة..
هل يبتغون صيد متلق على مدار السنة..؟!
وبالتالي تعليب مستوى وعيه.. وتسطيح أفق تلقيه..؟!
سيل التدفق الحاصل يطمس مجمل حواس المرء، فتغريه البلاهة بأبهى أشكالها.