الثورة أون لاين _ سرحان الموعي:
أقامت وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد اليوم ورشة عمل حول أثر التغيرات المناخية على القطاع الزراعي والتكيف معها //الزراعة الحافظة// وذلك في محافظة حماة.
وقدم وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا عرضا عن أبرز المنعكسات والتغيرات المناخية على القطاع الزراعي وإنتاجيته في سورية في ظل انخفاض الهطول المطري وشح الموارد المائية لاسيما وأن 80 بالمئة من الوارد المائي المحلي يذهب لأغراض الري ما يعني أن القطاع الزراعي هو المتأثر الأول من هذه المعطيات.. مشيرا إلى الجهود الحكومية المبذولة بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية للحد من آثار هذه التغيرات المناخية والاستفادة من التجارب البحثية والأساليب الزراعية المناسبة والتي يأتي في مقدمتها أسلوب الزراعة الحافظة التي تم إدخالها اول مرة في سورية العام 2005 ويتعين في ظل الظروف الراهنة العمل على نشرها وتوسيع نطاقها وتشجيع الفلاحين على العمل بها وبالتوازي مع ذلك تأمين وسائل وتقنيات ومعدات تطبيقها.
ورأى المهندس قطنا أهمية أن يكون هناك استراتيجية وطنية وخطة عمل متكاملة للتكيف مع المتغيرات المناخية وان تكون قابلة للتنفيذ إلى جانب تعزيز التعاون الإقليمي الدولي لتنفيذ برامج مشتركة بهذا الخصوص إلى جانب وفاء المنظمات الدولية بالتزاماتها بتقديم الدعم الفني والتقني فضلا عن تنفيذ مشاريع تنموية تهدف إلى معالجة أثر المتغيرات على المجتمعات الريفية وتمكينها زراعيا واقتصاديا واجتماعيا مع الاعتماد على البحوث العلمية الزراعية والتطبيقية لمعالجة المسائل الزراعية والصعوبات التي تحول دون تدهور الموارد المائية وحمايتها وحسن استثمارها.
وأشار وزير الموارد المائية الدكتور تمام رعد إلى أن تراجع معدلات الهطول المطري لهذا العام أثرت سلبا على مخازين السدود التي تراوحت بين 70 و 80 % الأمر الذي استدعى تنسيقا متكاملا بين مختلف الجهات والشركاء الدوليين والمحليين لاسيما أكساد الذي له باع كبير في الأبحاث الزراعية.. لافتا إلى ضرورة اعتماد استراتيجية وطنية للاستثمار الأمثل للموارد المائية والحد من تداعيات التغيرات المناخية ووضع برامج ودورات زراعية مدروسة بالتنسيق مع وزارة الزراعة واعتماد أصناف زراعية مقاومة للجفاف وفقا للمتاح المائي مع التركيز على شبكات الري الحكومية وتفعيل مشاريع الري الحديث.
من جهته نوه المدير العام لأكساد الدكتور نصر الدين العبيد بأهمية الورشة في توحيد وتنسيق الجهود الوطنية للتعامل مع قضايا تغير المناخ والتكيف معها، وتجاوز آثارها، وزيادة المرونة للتصدي المتكامل لها، ودعوة الوزارات والمؤسسات الوطنية والمنظمات المعنية كافة للمشاركة وتضافر الجهود في مواجهة الآثار السلبية التي تفرضها التغيرات المناخية وموجات الجفاف التي تتعرض لها المنطقة والتباحث والتشاور في ايجاد الحلول المناسبة للتعاطي معها.. مشيرا إلى اختيار محافظة حماة لإقامة الورشة لانعقادها كونها تمثل الظروف المناخية والطبيعية للمنطقة الوسطى من سورية، والمهد الأوسع لزراعة وإنتاج المحاصيل الزراعية والرئيسية.
وقال إن منطقتنا العربية تعاني من قلة الأمطار وشح مواردها المائية حيث بلغ عدد الدول العربية الواقعة تحت خط الفقر المائي 19 دولة، منها ست دول ينخفض النصيب السنوي للفرد فيها إلى أقل من 200 متر مكعب، يتوقع أن يتفاقم هذا العجز المائي مستقبلاً بسبب تأثيرات التغيرات المناخية.. وانطلاقا من ذلك فقد أكدت الاستراتيجية العربية للأمن المائي في المنطقة العربية، لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة (2010-2030)، والتي عمل أكساد على وضع خطتها التنفيذية وتطبيقها.
الدكتور حسين محاسنة رئيس مشروع الزراعة الحافظة في أكساد أكد على ضرورة التركيز على الزراعة الحافظة كأسلوب للحد من التغيرات المناخية مبينا أن هذا الأسلوب يخفف من استهلاك الوقود والخدمات الزراعية بنسبة من 20 إلى 30 بالمئة لافتا إلى أن نتائج تطبيق الزراعة الحافظة في مختلف الدول العربية زاد من الإنتاجية الزراعية بنسبة 30 إلى 40 بالمئة وزيادة في كفاءة استهلاك المياه حتى 50 بالمئة وهذه النتائج لا يمكن أن نلمسها دون تبينها من قبل المزارعين حفاظ على الموارد الطبيعية كالمياه والغطاء النباتي والتربة معربا عن أمله في أن تشهد الزراعة الحافظة توسعا في سورية دعما لاستقرار الأمن الغذائي.
وبين الباحث عبد الرحيم لولو المستشار الفني في أكساد أن الورشة تأتي في إطار حماية ودعم الاقتصاد الزراعي في سورية لافتا إلى أن مركز اكساد ماض في أبحاثه ومساعدته الدؤوبة للحفاظ على الموارد الطبيعية وحسن استثمارها بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات والجهات المعنية في سورية.
وقدم كل من الدكتور ايهاب جناد من أكساد والدكتور منهل الزعبي من وزارة الزراعة عروضا عن التغيرات ا
المناخية واثرها على المحاصيل الزراعية والجهود والمساعي التي تبذلها اكساد ووزارة الزراعة في سورية للتأقلم مع هذه التغيرات ومنها الزراعة الحافظة واستنباط الأصناف المقاومة للجفاف والتصحر والأسمدة الحيوية ومحسنات التربة (الهدروجيل، الزيوليت، المواد العضوية) والتسميد الأخضر والزراعة العضوية والمياه غير التقليدية وحصاد مياه الامطار واستعمال المقنن المائي والري الحديث والإنذار المبكر للجفاف والزراعة الذكية مناخيا ومشروع الاستعمال الآمن للحمأة والفحم الحيوي.
بعد ذلك انتقل الحضور إلى منطقة الغاب بريف المحافظة الغربي للاطلاع على عدد من حقول الزراعة الحافظة والوقوف على نتائجها الإيجابية والملاحظات.
وتأتي أهمية الورشة وضرورتها في ضوء مواجهة القطاع الزراعي في سورية هذا العام ظروفا استثنائية نتيجة للتغيرات المناخية التي تأثرت بها المنطقة وأبرزها تدني معدلات الهطول المطري وسيطرة الجفاف الى مستويات خطيرة أدت إلى تدني إنتاجية الأراضي الزراعية وتناقص الغلة بسبب الإجهاد الحراري وانخفاض مردود الأراضي الرعوية الناتج عن تدهور الغطاء النباتي الرعوي وانحساره.
حضر الورشة محافظو حماة وإدلب والرقة، وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في سورية وعدد من المعنيين في القطاع الزراعي بسورية.