الثورة أون لاين – سامر البوظة:
بعد إنجازهم للاستحقاق الرئاسي والنصر المدوي الذي حققوه, والذي وصلت أصداؤه كل أصقاع الأرض, ينفض السوريون عنهم غبار عشر سنين من الحرب الإرهابية ويمضون بخطى واثقة وثابتة نحو غدهم ومستقبلهم المشرق, ويتهيؤون لاستحقاق جديد وتحد أكبر يتمثل بإعادة بناء وإعمار سورية الحديثة المتطورة يداً بيد وبمشاركة جميع مكونات المجتمع السوري كل من موقعه, خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد, القائد الذي اختاره الشعب بأغلبيته المطلقة ليقود السفينة إلى بر الأمان, ويكمل معه مسيرة الانتصارات والتحرير والبناء.
لقد أثبت الشعب السوري طوال سني الحرب أنه شعب عصي على الإركاع, شعب متشبث بأرضه ومتمسك بمبادئه وثوابته الوطنية, فصمد وقاوم ووقف في وجه كل الضغوط, فلم ينحن أو يركع ولم تثنه كل المحاولات التي مارستها دول العدوان من ترهيب وتخويف وحصار جائر وعقوبات ظالمة, فأفشل كل مخططات العدوان التي كانت ولاتزال تستهدف سيادة سورية ووحدة أراضيها.
واليوم جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية لترسخ تلك الانتصارات, وتضيف نصراً سياسياً جديداً وجه صفعة مدوية على وجه كل من عادى سورية أو تآمر عليها, هؤلاء الذين كانوا يراهنون حتى آخر لحظة على فشل تلك الانتخابات, ولم يتركوا وسيلة لعرقلتها أو تأجيلها إلا واتبعوها, فمارسوا التهديد والوعيد والترهيب, إلى تشديد العقوبات والحصار, إلا أن كل ذلك لم ينفع معهم, فالرد جاء واضحاً ومزلزلاً من السوريين الذين أذهلوا العالم بصمودهم وتحديهم، فردوا على كل مشكك وعدو وحاقد, بأنهم أصحاب الكلمة العليا وأنهم وحدهم من يقررون مصيرهم ويرسمون مستقبلهم ومستقبل وطنهم وأبنائهم.
إنجاز السوريين لاستحقاقهم الرئاسي بهذه الصورة الفريدة لم يكن حدثاً عادياً أو عابراً أو حتى مجرد انتخابات تقليدية, لقد كان حدثاً مفصلياً بامتياز, وهذا اليوم سيبقى خالداً في ذاكرة السوريين وسيتذكره الأعداء طويلاً, لأن ما بعده ليس كما قبله, فهذا الاستحقاق قلب كل المعادلات, وحتماً ستتغير وفقه كل المعطيات السياسية والتوازنات في المنطقة والعالم, وهذا ما بدأ يحدث ويتوضح بالفعل, فالدولة السورية أثبتت قوتها وصوابية قرارها, وهي ماضية في حربها المقدسة ضد الإرهاب وتتهيأ لإعلان نصرها النهائي, ودول العدوان أيقنت هزيمتها وفشل مشروعها الاستعماري, و كل محاولاتها اليائسة لن تغير شيئا, فالأمور حسمت والوقائع تغيرت.
نحن اليوم أمام مرحلة جديدة ومعركة جديدة, وما تم إنجازه سنبني عليه ونستثمره بالشكل الأمثل في العمل لإعادة الإعمار والبناء, فالأعداء متربصون ومعركتنا معهم مستمرة فالصفعة القوية التي وجهها لهم الشعب السوري آلمتهم كثيراً وهم لن يستكينوا أو يستسلموا بسهولة, لذلك فإن هذه الهستيريا والجنون الذي أصاب منظومة العدوان، فإنما يدل على مدى حجم الارتباك والتخبط الذي أصاب أقطابها, ويفضح في نفس الوقت كذبهم وزيف ادعاءاتهم ونواياهم الخبيثة التي يضمرونها.