الملحق الثقافي:منال محمد يوسف:
أيجفُّ الدمعُ على خدِّ الأيام؟
أيجفُّ مطرهُ على “خدّنا” ؟
أيجفُّ فلسفة من الصبرِ قد تلزمُ كلٍّ منّا؟
“أيجف” ويُقالُ قد تيّبسَ الريحان “ربّما ريحان الحياة”؟
وربّما تمزّقت فلسفة الألوانِ، وبات الجمال وسحره غير موجود؟
أيحضّرُ القمح وحكاياته القديمة الجديدة؟
“حكاياته الورديّة ذات السُنبل والأماني الأجمل “
أماني التصابي ونوره الحالم ..
أيجفُّ الدمع
وتسافرُ القصائد على جنحِ المغيبِ حيث لا ذُكرى ولا تذكار؟.
أتجفُّ حكايات من النبل اليتيمِ يُقالُ بأنّها قد قُتلت؟
ودساتير من الشّوقُ يعرفها عشاق الحياة
يعرفون ماهيّة أمرها
وكيف لهم أن يرسمون خرائط ودّها ؟..
أتجفُّ دمعة الأيام
ولا ترحلُ الأوزانُ إلى روض القصيدة؟
إلى مثوى الزهر الأخير “حيث يُشيّع عطره”
أيُشيّع وقت الكلام وبلاغة الأفعال
ويُسألُ عن “برتقال الحياة” ومن يتّكئ على نورِ أمانيه الشهيّة؟
من ذا الذي يُعرب لنا آخر الكلمات؟
ويمسح دمعة إذ ينهمرُ ترياق وقتها النازف
أتجفُّ دمعة الياسمين
ويسألُ عن “مدائن بياضه” وكأنّها بيت من شعر المحبّة؟
أيجفُّ الحبق؟
ونسألُ عن قصائدِ الوقت الأخضر
عن نباهة عطر الحياة المفقود
أتجفُّ رسائل شفهيّة يقول العشاق فيها كلمتهم الأولى والأخيرة ؟
أتجفُّ دمعة الأيام
وتنبت القصيدة قمحاً؟
ويبحث الزيتون عن طور سنينه
“عمّن يقطفُ مُشكاة حباته الخضراء والسوداء “
يبحثُ عن شعرٍ “يُقال” كلماته تبدو وهّاجة الحروف
مشتاقة الحنين.. مُتقدة الشجون
عُراها كُحل الورود حتى ولو جاءت في عامها المليون
أيجفُّ عطر الأمان؟
أيجفُّ بين كفتيّ رجل الأقدارِ؟
أيجفُّ الرحيق وحروفه قد تبدو نائمة بين معنى وآخر؟
أيأتي ذاك الزَّمان ؟
ويختفي نجم الدمع منه
يختفي ذلك الكتاب الذي يحمل عنوان “دمعة الأيام”
وما أجملها عندما تنهمر فرحاً على خدِّ العمر الآتي..
التاريخ: الثلاثاء6-7-2021
رقم العدد :1053