الثورة أون لاين – مها الداهوك:
استخدام مياه الشرب كسلاح حرب يهدد نحو مليون مواطن في الحسكة، باتت جريمة شبه يومية ترتكبها أدوات منظومة الإرهاب والعدوان، كنظام أردوغان وميليشيا “قسد”، حيث تتبادل تلك الأدوات الأدوار فيما بينها في سياق استكمال فصول الحرب الإرهابية على الشعب السوري، فرغم طبيعة العداء الظاهر بين مرتزقة ” قسد” وقوات الاحتلال التركي، إلا أنهما يشتركان معاً في تنفيذ الأوامر والتعليمات الأميركية عبر لجوئهما لانتهاج أساليب التعطيش والتجويع ضد أهالي الحسكة، وهي جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وما يجري من عمليات توقيف متعمدة من قبل الجانبين لمحطة علوك للمياه في منطقة رأس العين بريف الحسكة شاهد حي على الجرائم المتواصلة لميليشيا “قسد” والاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين.
ورغم الجهود المتواصلة التي تبذلها الدولة السورية لتأمين مياه الشرب لأهالي الحسكة، إلا أن قوات الاحتلال التركي ومرتزقة ” قسد” لا ينفكون عن إيقاف المحطة عن العمل، سواء عبر الاعتداءات المباشرة، أم عن طريق قطع التيار الكهربائي المغذي للمحطة التي تزود أكثر من مليون مواطن بالمياه، وهو ما يشكل رسالة أميركية تؤكد أن سياسة الإدارة الأميركية بدعم الإرهاب في سورية ستتواصل، كأسلوب ضغط وابتزاز ضد الدولة السورية من ناحية، ولترهيب أهالي الحسكة وإجبارهم على الخضوع لمشروع المحتل الأميركي في تلك المنطقة من ناحية ثانية.
فبعد مضي أيام قليلة على عودة العمل في المحطة، إلا أنها قد توقفت بالكامل عن العمل مجدداً نتيجة جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته وميليشيا “قسد” المدعومة من الاحتلال الأميركي والتي قامت بإيقاف التغذية الكهربائية المشغلة للمحطة بعد تزويدها بالطاقة الكهربائية خلال الأيام الماضية، بحسب ما أكده مدير المؤسسة العامة لمياه الحسكة المهندس محمود العكلة لوكالة سانا، حيث أشار إلى أن الاحتلال التركي ومرتزقته يسطون على كميات كبيرة من الكهرباء ما يحول دون تشغيل المحطة بطاقتها الإنتاجية الكاملة واقتصار التشغيل على عدد قليل من الآبار ومضخة أفقية واحدة.
واللافت أنه رغم المعاناة الإنسانية التي يواجهها سكان المنطقة نتيجة ممارسات نظام أردوغان المخالفة لكل المعايير والقوانين الإنسانية والدولية، إلا أن الصمت والتخاذل الدولي ما زال هو سيد مواقف، ولا يحرك أي ساكن تجاه جريمة التعطيش المرتكبة بحق أهالي الحسكة.
يشار إلى أن قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها تعمد إلى سرقة الكهرباء المغذية لمحطة علوك بهدف تشغيل المشاريع الزراعية التي أقيمت على أراضي المواطنين التي قامت قواتهم بالاستيلاء عليها.
وفي سياق ممارسات التضييق على المواطنين وترهيبهم والتي تمارسها ميليشيا “قسد” بحق المواطنين في المنطقة اختطفت دوريات تابعة لها عدداً من المواطنين من أهالي قرى وبلدات ريف الحسكة الشرقي والجنوبي، حيث حاصرت مجموعات مسلحة تابعة لها قرية مرزوقة وخطفت إمام وخطيب جامع القرية البالغ من العمر 65 عاماً وشاباً من قرية السويدية وسبعة شباب من قرى سليمان ساري والقاسمية وقرطبة وشابين من قرية القحطانية واقتادتهم إلى مقراتها بحجج وذرائع مختلفة.
كما خطفت تلك الميليشيا العميلة 12 مواطناً من منازلهم في ريف الحسكة و4 من عائلة واحدة في ريف دير الزور واقتادتهم إلى جهة مجهولة وذلك في ظل ممارساتها القمعية والعدوانية ضد الأهالي في مناطق انتشارها.
وفي إطار الدعم الأميركي المتواصل لأذرعه الإرهابية في منطقة الجزيرة، نفذت قوات الاحتلال الأميركي إنزالاً جوياً في بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي واختطف عدداً من المدنيين من أبناء المنطقة واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
ويذكر أن قوة مشاة تابعة للاحتلال الأميركي كانت قد نفذت في الرابع عشر من الشهر الجاري إنزالاً جوياً عبر أربع طائرات في قرية محيميدة بريف دير الزور الغربي واختطفت مدنياً واقتادته إلى جهة مجهولة وذلك بعد أن أقدمت على تدمير منزله بالكامل.
إن الممارسات العدوانية التي تقوم بها قوات الاحتلال الأميركي وقوات الاحتلال التركي و ميليشيا ” قسد” في منطقة الجزيرة من اعتقالات تعسفية للمواطنين المدنيين الآمنين، إضافة لعمليات السرقة الممنهجة للثروات السورية والمحاصيل الزراعية والنفط واستمرارهم في إدخال تعزيزات عسكرية وتجهيزات لوجستية وأسلحة متنوعة للمنطقة بهدف دعم الجماعات الإرهابية في المنطقة ومحاولات قطع المياه والكهرباء عن الأهالي، تمثل اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية، وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وتجاهلاً تاماً لقرارات مجلس الأمن التي أكدت دائماً ضرورة احترام سيادة سورية واستقلال أراضيها، لذلك لا بد من ضرورة إيجاد حل جذري لمعاناة الأهالي في تلك المنطقة ووضع حد للجرائم المرتكبة بحق الإنسانية هناك، وعلى مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤوليته بإلزام قوات الاحتلال الأميركي والتركي ومرتزقتهما الإرهابيين بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي التي يحتلونها، وبالتوقف عن ارتكاب جرائمهما الموصوفة تجاه أهالي الحسكة.