مع اختتام أعمال المؤتمر العام السابع لاتحاد الصحفيين يودع الزملاء مرحلة عمل مضت لكن من دون مراجعة أو تقويم أو الوقوف عند بعض القضايا المزمنة لوضع الرؤى والتصورات اللازمة لتجاوزها ، وربما أثرت صفة المؤتمر الانتخابية على أعماله والمأمول منه من خلال الإنشغال بالبحث عن مفاتيح النجاح في الانتخابات ولم يكن كما يراد له أن يتحول إلى مختبر تحليلي لواقع الاتحاد والعمل الإعلامي عموماً . ولذلك فإن المؤتمر كان محطة لكن لم نتوقف فيها كما يجب لجهة التشخيص والتقويم والمراجعة ، وإن كنا نتفق أن المؤتمر وحده لا يكفي لتحقيق ذلك .
العمل النقابي هو عمل يومي لحظة بلحظة ويمكن للقيادة النقابية القادمة أن تضع عناوين وآليات عمل لتنفيذها وأن تشارك أعضاء المؤتمر من خلال تشكيل ورشات عمل تكون قادرة على تحسين صورة الاتحاد .
واعتقد أن المزاج العام للإعلاميين وهاجسهم الدائم لطالما كان مرتبطاً بتدني العائد المادي الذي يجنيه الصحفي من عمله في الصحافة والتحديات التي تواجهه في حياته المعيشية ، إضافة إلى ثمة مشكلة حقيقية موجودة وهي فزاعة الترويج للخوف والتخويف وليس للجرأة والشفافية ، ومن بين هؤلاء من يعمل على هدم جسور التواصل وليس تمتينها .
الأمر الآخر هو العلاقة مع الحكومات المتعاقبة التي تجاهلت لزمن طويل حاجتها للإعلام كوسيلة لعرض مشاريعها بما يضعها أمام الناس بشكل دقيق وصحيح وينقل صورة الواقع على حقيقته ، ويكون الإعلام داعماً ومؤثراً في أداء الحكومة . لكن حتى الآن ثمة إشكالية في فهم الموقف والتعامل مع الإعلام أنه أهم سلاح للدعم الشعبي للحكومة ، والسؤال : هل تفعل الحكومة ما يجب أن تقوم به لاستثمار الإعلام؟
وفي ضوء الحاجة إلى علاقة تكاملية وفهم موحد والعمل على قاعدة المسؤولية المشتركة فإن الإعلام لا يحتاج إلى من يدافع عنه عندما يستمد قوته من نبض الشارع وتكون إحدى أبرز نقاط قوته ايضاً العمل الإعلامي الاحترافي العلمي الاستقصائي ويكون تسديد الكلمة والصورة دائماً باتجاه مصلحة الوطن والمواطن .
في وداع مرحلة مضت وأخرى قادمة المأمول هو تطوير عمل اتحاد الصحفيين وتعزيز حضوره النقابي بما يخدم مصلحة المهنة والوطن و التحول إلى قوة حقيقية تدافع عن مصالح أعضائها ، و الاهتمام بالشان العام والإشارة إلى مواقع الخلل والجرأة في المناقشة لنقد وتقويم أي خلل خاصة ونحن مقبلون على مرحلة في غاية الأهمية ، الأمر الذي يتطلب تطوير الخطاب الإعلامي وفتح حوار فكري معمق حول المرحلة المستقبلية في سورية ومهامها وما نريده وما هو مطروح من مشروعات على مدى السنوات الخمس القادمة.
الكنز- يونس خلف