الاعتداءات الإسرائيلية.. سياسات العاجزين

 

الثورة – عبد الحميد غانم:

العدوان الإسرائيلي الأخير الغاشم، الذي تعرضت له مناطق في محيط مدينتي حماة وطرطوس، وتسبب بإصابة عدد من المدنيين ووقوع خسائر مادية كبيرة واندلاع حرائق واسعة في الغابات والأحراج والمناطق الزراعية المحيطة بموقع الاعتداء، هو عدوان المفلس والعاجز.
ويضاف إلى سلسلة الاعتداءات الأخيرة والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: العدوان الغاشم على مطار دمشق الدولي بتاريخ الـ 10 من حزيران 2022 ما أدى إلى خروج المطار من الخدمة بشكل كامل لفترة أسبوعين، وكذلك العدوان على ميناء اللاذقية البحري التجاري بتاريخ الـ 17 من كانون الأول 2021 ما أدى إلى أضرار بالغة فيه وتخريب البضائع التجارية والمواد الغذائية والاستهلاكية والطبية الموجودة فيه وتخريب وتدمير مواد وتجهيزات تعود ملكيتها لمنظمة الأمم المتحدة في سورية. وغيرها من الاعتداءات الغاشمة التي طالت محيط مدينة دمشق والمنطقة الجنوبية.
كل جرائم الاحتلال واعتداءاته الغادرة التي تستهدف مواقع مدنية، هي محاولة من هذا الكيان الغاصب تمرير مخطط الفوضى والتوتر في المنطقة، باعتبار أن الفوضى هي البيئة المناسبة لاستمرار وجوده اللا شرعي، ومحاولة للهروب من أزماته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الداخلية التي تعصف بكيانه وتهدد بقائه واستمراره.
يعتقد الكيان الإسرائيلي واهماً أن اعتداءاته المستمرة سوف تبقى من دون رد، وأنه قادر على فرض حرب أو قواعد اشتباك جديدة لخلق واقع يحقق من خلاله غاياته العدوانية ومشروعه الاستعماري الاستيطاني في فلسطين والمنطقة، وهذا ما يذكرنا باعتداءاته الاستفزازية ضد سورية قبل حرب تشرين التحريرية، التي أفرزت حرباً شكلت رداً صارخاً على عدوانية الكيان الغاصب ووحشيته وجرائمه واستفزازاته، وأسكتته لعقود من الزمن.
واليوم يحاول تكرار المحاولة الاستفزازية مستغلاً انشغال سورية بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه والوقوف في المشروع الأمريكي الغربي الصهيوني الذي يريد تقسيم المنطقة وإعادة سايكس بيكو جديدة بعد مرور مئة عام على الأولى، وتقسيم سورية والدول العربية الأخرى وفق مخطط تقسيمي يراد من خلاله جعل الكيان الإسرائيلي الأقوى والمهيمن على منطقتنا بدعم ومساندة قوى العدوان الغربي بزعامة أمريكا.
ومهما يكن من أمر، ومهما كان الوضع الدولي بشكل عام وفي منطقتنا بشكل خاص يمر في مرحلة هشة وحساسة خاصة أمام وجود الاحتلالين الأمريكي والتركي في الجزيرة السورية واستمرار اعتداءاتهما ضد الأهالي والمواطنين السوريين هناك، فلا تحتمل المنطقة المزيد من التصعيد والتوتر، وعلى الرغم من كل ذلك فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت عاجزة عن تحقيق أجنداتها التوسعية عبر استغلال الواقع المتوتر في المنطقة، وإنما نهجها التصعيدي الخطير، يزيد من مستوى التهديدات والتحديات التي يواجهها السلم والأمن الإقليميين والدوليين، ويفتح الباب على مصراعيه أمام احتمالات التوتر والتصعيد والفوضى في المنطقة برمتها.
وإذا كان الاحتلال الإسرائيلي مصمماً اليوم أكثر من أي وقت مضى على انتهاج سياسة عدوانية وتصعيدية خطيرة قائمة على استهداف المرافق المدنية وتخريب البنى التحتية وتعريض حياة المدنيين للخطر فإن الرد السوري سيأتي بالوسائل المناسبة التي يقرها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في مواجهة هذه الاعتداءات الإسرائيلية، رد يلجم التمادي الإسرائيلي على الشرعية الدولية وعلى السيادة السورية، فترك هذا العدو يتمادى بجرائمه، أمر لن تسمح به سورية شعباً ودولة وجيشاً وقيادة، وهو ما تكفله لها قوانين الشرعية الدولية.
وفي هذا الرد لن تكون سورية وحيدة في مقارعة هذا الاحتلال والعدوان وسيكون كيان العدو محاصراً من قوى المقاومة والتحرر والصمود في منطقتنا والعالم، وستشل أيدي الدعم الغربي عنه.
الاعتداءات الإسرائيلية ترتكب وسط صمت دولي مخجل، وعدم تحرك الأمم المتحدة إزاءه، ولهذا طالبت سورية وفق بيان وزارة الخارجية والمغتربين الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بإصدار إدانة واضحة وصريحة لهذه الاعتداءات الإسرائيلية، وبتوصيفها باعتبارها خرقاً متعمداً ومتكرراً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة وتهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، بما يتسق مع مبادئ الأمم المتحدة التي ترفض العدوان والاحتلال وتحترم سيادة واستقلال وسلامة ووحدة أراضي جميع الدول الأعضاء دون تمييز أو انتقائية.
الملفت أن العدوان الإسرائيلي الأخير وسابقه دائماً يتزامن مع اعتداء تركي في الشمال السوري يستهدف المواطنين السوريين وممتلكاتهم، وكذلك يترافق مع اعتداءات قوات الاحتلال الأميركي ومواصلة نهبها لثروات السوريين، ما يدل على ارتباط المخطط العدواني لقوى الاحتلال مع المخطط الإرهابي الذي يستهدف سورية.

ومهما يكن من أمر، فإن هذا المخطط سيفشل، كما فشل سابقه، وأن سورية ستبقى متمسكة بسيادتها وحقوقها ووحدة أرضها وشعبها، ولن تتنازل عنها مهما اشتدت الاعتداءات والمؤامرات ضدها، وهي قادرة على دحر العدوان والاحتلال عنها بالوسائل والطرق التي تراها مناسبة في الزمان والمكان المناسبين، وليس بالشكل الذي يفرضه العدوان عليها، وإنما بالطريقة التي تحقق من خلاله أمنها واستقرارها وتحرير أرضها وعودة حقوقها كاملة، والتاريخ المعاصر حافل بالأحداث والوقائع التي تؤكد ذلك، منذ حرب تشرين التحريرية وإلى الآن.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة