في كل مرحلة من مراحل حياته كان له بصمة فريدة من نوعها، فمنذ سنوات بعيدة وهو يثابر ويعمل ويقدم في التلحين والعزف وقيادة الفرق والأهم أنه كان المدافع القوي عن الأغنية السورية، إنه الفنان أمين خياط الذي يرحل اليوم عن عالمنا واسمه يقترن بذكرياتنا الجميلة فهو الذي أثرى الساحة الفنية بالجمال والثقافة والعطاء اللامتناهي.
في عام ٢٠١٢ التقيته في حوار لصحيفة الثورة لأسأله عن حال الأغنية السورية، وأين أصبحت فقال لي: إن الملحن مازال موجوداً فهو العصب الأساسي للأغنية وأساس انطلاقتها، وهو الذي يحرك معنى الكلمات ويقوم بإيصالها للمستمع، ولكن معظم الفضائيات والإذاعات لاتضع اسم الكاتب والملحن، وأنا عندما أنتج أغنية وبعد أيام يقومون بسرقتها فأنا سأتوقف، وهذا سبب هام لعدم ترويج الأغنية، والسبب أن قانون حماية المؤلف قد تم وللأسف لم يُطبق.
أيضاً نحن لدينا فنانون مهمّون وملحنون وكتّاب كلمة، ولكن لم يتح لهم الفرصة لتقديمهم عبر الإذاعة والتلفزيون، والسبب أنه ينقصنا فكرة صناعة النجم.
بعد إحدى عشر عاماً رحل مؤسس فرقة الفجر الموسيقية التي ضمت خيرة العازفين، الموسيقي المعروف، الرجل الدمث، المبدع الذي لحن العديد من القصائد (وبعد صبري يادنيا التقينا) للشاعر صالح هواري غناء فاتن حناوي، (تعيش يابلدي) غناء فهد بلان، (عمار يابلدي عمار) غناء فايزة إبراهيم، إضافة إلى مئات الأعمال الغنائية في مختلف القوالب من القصيدة للطقطوقة والموشح والحواريات لكبار المطربين السوريين والعرب، منهم صباح فخري وشريفة فاضل ومها صبري وسميرة توفيق ومصطفى نصري والياس كرم ومها الجابري وهو الذي ظل ساعياً حتى أيامنا هذه لإعادة الألق للاغنية السورية.
نعم، نكتب عن الراحلين من دون انقطاع، رحيل الجسد وخلود الفكر والعطاء، ولكننا اليوم نرثي الموسيقار أمين خياط الذي تابعنا ماقدمه عبر عشرات السنين فكان الحصاد وافراً لنا بوصفنا قراءً ومتابعين.
ياسمين دمشق يحزن على جميع المبدعين فكيف إذا كان هذا المبدع هو المسكون بالإبداع، الموسيقي والملحن الذي أطرب الآذان وأثلج الصدور وزرع الابتسامة والفرح في أرض علمت البشرية ألوان الحضارة وفاضت على الدنيا بالفن والجمال والإبداع .
أمين خياط أرقد بسلام، رحمك الله .. رحلت جسداً لكن أعمالك باقية في قلوبنا وقلوب من تتلمذ على يديك .