الثورة – فؤاد مسعد:
مرة أخرى تمهر عبارة “نفدت البطاقات – sold out” بوستر أمسية موسيقية تحييها الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، وما يميز الأمسية اليوم أنها تستضيف أعمالاً للمؤلف الموسيقي النمساوي “لفغانغ أماديوس موزرات”.
تُقام الأمسية يوم الثلاثاء القادم على خشبة مسرح الدراما في دار أوبرا دمشق، بمشاركة كلّ من مغنيتي الأوبرا حنين الحلبي وريتا عدره، وتُقدم خلالها خمسة أعمال، هي: افتتاحية أوبرا “الناي السحري” مصنف رقم 620، “آريا: أذهب، ولكن إلى أين؟” مصنف رقم 583، ثنائي الكونتيسة وسوزانا من أوبرا “زواج فيغارو”، ثنائي سوزانا ومارتشيللينا من أوبرا “زواج فيغارو”، سيمفونية رقم 40 مصنف رقم 550 سلم صول مينور “حركة حيوية، حركة معتدلة السرعة، مينويت، حركة حيوية جداً”.
عن خصوصية خيار موزارت، يتحدث المايسترو ميساك باغبودريان لصحيفة الثورة قائلاً: موزارت أحد أصعب المؤلفين للأداء، قد يبدو للناس أنه سهل وبسيط، ولكن تكمن الصعوبة لديه في الأداء لأنه بحاجة إلى دقة عالية ورشاقة وتقنية، ووضوح في التفاصيل كلها، وهناك تحدٍ أمام أي موسيقي يؤدي أعمال له، والفكرة وراء تقديمه في الأمسية، أن نقدّم للجمهور أعمالاً جميلة وبالوقت نفسه أن يكون هناك تمرين للأوركسترا لضبط الأداء.
وفيما يتعلق بالبرنامج، يقول: افتتاحية “الناي السحري” فيها بناء غريب مختلف عن “زواج فيغارو”، وقد تشبه كبناء في لحظات “دون جيوفاني”، وهي من أعمال موزارت الأخيرة، فقد أنجز العمل في آخر عامين من حياته، وهذا ما يربطه بـ “الآريا” التي تغنيها حنين حلبي، وهي أريا مستقلة غير مرتبطة بأوبرا، لأنه عادة ما ترتبط الآريات بالاوبرا.
ويشير إلى أن “الناي السحري” بشخصياته وألوانه المختلفة وبغموضه ودراماتيكيته صعب الأداء، ففي لحظات هناك كوميديا وفي لحظات كثيرة أخرى هناك دراما.
وحول مشاركة مغنيتي الأوبرا، يقول: نستضيف في هذه الحفلة مغنيتين من خريجات المعهد العالي للموسيقا، تخطوان خطواتهما الأولى في اتجاه الأداء مع الأوركسترا وخاصة ريتا عدره، لأن حنين الحلبي سبق وأدت عدة مرات مع الأوركسترا، ولكنّها المرة الأولى لريتا التي تقدّم آريات مع الأوركسترا، وهي تجربة مميزة، فيها تمثيل وحركة وأوركسترا وهو أمر مهم لبناء مسيرتهما الاحترافية المستقبلية وتجربتهما على المسرح.