الثورة – عبير علي:
“أحب الرسم بالفطرة، ومنذ نعومة أظفاري كنت أحفر الرسمة، سواء كانت طبيعة أو بورتريه، على مقعد المدرسة”،

بهذه الكلمات بدأ الفنان معن علي سعيد حديثه لصحيفة الثورة، ليتحدث عن لوحته التي حازت مؤخراً على الجائزة العالمية الأولى في معرض غزة الافتراضي السابع عشر لعام 2025، الذي أقامته مؤسسة الفن حياة العالمية.
انحاز سعيد إلى المدرسة التعبيرية التي تأثر بها بشكل كبير، وبدأ العمل على أسلوب خاص يحمل في طياته هموم ومعاناة الناس في زمن الحرب.
يقول: “كنت أتمعن في اللوحة، وأشعر بكل ما تحمله من ألم وجوع وفقر وإحباط. كنت أعيش الحالة النفسية لبعض الناس، وأسجل ذلك في لوحاتي”.
أحد أبرز أعماله اللوحة التي تناولت معاناة أهل غزة، وكانت حاضرة في المعرض الأخير الذي نظمته مؤسسة الفن حياة العالمية، حيث شارك فيه فنانون من جميع أنحاء العالم.
وأحرزت اللوحة المركز الأول، مجسدة دمار غزة وآثار الهجمات الإسرائيلية.
حملت اللوحة عنوان “دمار غزة”، قياسها 60×80 سم، ورسمت باستخدام ألوان الأكريليك، عنها يقول: “تعكس مشهداً حقيقياً شاهدته عندما استهدفت الطائرات الإسرائيلية المدنيين في غزة، حيث لم يبقَ لهم إلا اللجوء إلى البحر، استخدمت الألوان المناسبة لبشاعة الموقف”.

لم تكن هذه هي الجائزة الأولى للفنان، فقد حصل قبل عامين على المركز الأول لدرع فلسطين، كما نال العديد من المراكز المتقدمة في المعارض الفنية الإلكترونية.
وعن مشاريعه الحالية، يعمل على تجسيد إحساس لوحات الزهور، واصفاً حالتها من زبولٍ وعطشٍ إلى لحظة ازدهارها، يقول: “أرسم الزهرة ورائحتها تطير في الفضاء، ليرى كل من يشاهدها عبيرها الفواح”، كانت هذه رؤية الفنان سعيد التي تحمل الأمل وتتناقض مع حالات الألم والمعاناة التي عايشها.
الفنان معن علي سعيد عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا فرع حماة، وعضو مؤسس في جمعية بصمة فن، أقام معارض فردية في معظم محافظات سوريا، بالإضافة إلى مشاركته في عشرات المعارض الجماعية والإلكترونية.