الثورة – غصون ديب:
التأهيل النفسي للطلاب هو عملية جوهرية لضمان قدرتهم على تحقيق أقصى الإمكانات التعليمية والشخصية، وهو الخط الفكري الذي يحاول أن يبحث عن الأسس النفسية للحياة الاجتماعية للطالب وتوفير بيئة داعمة، وتزويده بأدوات للتكيف مع الضغوط والتعامل مع الأزمات.
يعد الاهتمام بالصحة النفسية للطلاب سبيلاً مهماً لتحسين الأداء التعليمي لهم، فالطلاب الذين يتمتعون بصحة نفسية أفضل يكونون أكثر قدرة على التعلم والتركيز وهذا بدوره يؤدي إلى نتائج أفضل، كما يساعد التأهيل النفسي للطلاب على اكتساب سلوكيات تساعدهم في تجاوز التوتر والقلق والاكتئاب، كما تمنح البيئة النفسية الصحية الطالب شعوراً بالأمان وتعزز ثقته بنفسه وبقدراته.

التواصل مع الأهل
وللوقوف على أبرز المشكلات النفسية التي تواجه طلابنا اليوم في ميدان التعليم حدثتنا المرشدة النفسية السيدة رنا سليمان عن أبرز تلك المواقف، قائلة: تبدأ المشكلات التي يتعرض لها الطالب في المدرسة من المنزل أو الحي أو الدروس الخصوصية وتكتمل لتظهر في المدرسة على شكل مشاكل سلوكية أو نفسية أو مدرسية وبعضها يبدأ في المدرسة من خلال زملاء، أو مدرسين، أو صعوبة دراسية، وهنا تبرز ضرورة تعديل هذا السلوك من خلال تعزيز السلوك المرغوب وإطفاء الغير مرغوب، فهم الذات، توكيد الذات لثقة بالنفس، إدارة الغضب، وتبرز هنا أهمية دور المرشد النفسي الذي يساعد الطالب في فهم ذاته واحتياجاته وأسباب سلوكه بالتالي يساعده في حل مشكلته بنفسه من خلال معرفة نقاط القوة في شخصيته ودعمها وتلافي نقاط الضعف للوصول الى شخصية سويه قادرة على مواجهة المشاكل وإيجاد الحلول والعلاقة الايجابية مع الذات والمحيط.
إلى جانب ذلك يأتي دور الأهل من خلال متابعة أحوال الطالب ويومياته وعلاقاته وسلوكه وتوجيهه بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال احتواءه وفهم مشاعره وتقلباته والاهتمام النفسي مفتاح الحل دائماً وضرورة المتابعة مع المدرسة والتعاون، وضرورة وضع المعلم بصورة شخصية الطالب لتسهيل طريقة التعامل معه.
سلوكيات ترهق الطالب
من جهتها أكدت د. إيمان بدر مدرسة في كلية التربية في جامعة طرطوس أن الطلاب في المراحل العمرية المختلفة يواجههم العديد من المشكلات النفسية، على سبيل المثال في المرحلة الإعدادية قد يواجه الطلاب ضعف في التحصيل العلمي، صعوبة المناهج الدراسية، مشكلات تتعلق بالقلق الامتحاني، كيفية تنظيم الوقت، إدارة الأنشطة غير المدرسية وغيرها.
كما ظهرت في الآونة الأخيرة مشاكل حديثة تتعلق بجودة الموبايل المستخدم والألعاب الإلكترونية، مشاكل مع الأقران و تأثير المغنين والمؤثرين على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي.
كل ذلك قد يسبب لهم الاكتئاب والقلق ومقارنة أنفسهم مع غيرهم.
وأضافت د. بدر: هنالك سلوكيات مرفوضة من قبل المراهق كالتدخين وعدم احترام المعلم، وما يزيد خطورة هذه السلوكيات السلبية تزامن انتقال الطالب إلى مرحلة المراهقة التي تحتاج إلى رعاية خاصة من قبل الأسرة والمدرسة والمجتمع.
التواصل الاجتماعي
مما لا شك فيه أن علم النفس تطرق إلى أبرز الحلول التي من شأنها تخفيف وطأة المشاكل النفسية التي يتعرض لها الطلاب، من أبرزها كما أكدت د. بدر: عقد جلسات إرشاد جماعي للتوعية وللتحدث عن أهم المشكلات التي يتعرض لها الطالب، وعقد جلسات إرشاد فردي للطلبة الذين تم رصدهم أثناء جلسات الإرشاد الجماعي، إضافة إلى الاهتمام بالطلبة ذوي التحصيل العلمي المنخفض بالاشتراك مع أولياء الأمور وتشجيع الطلبة الموهوبين وتكريمهم.
كما نوهت د. بدر خلال حديثها عن أهمية دور المرشد النفسي واتباعه أساليب ناجعة في عمله، كتنظيم رحلات خارجية لزيادة التواصل الفعال بين المدرسة والطلبة وتزويد المرشد النفسي المعلمين ومدير المدرسة بالطرق المناسبة لضبط المدرسة وتقليل المشاكل السلوكية التي قد تحصل، تنظيم فعاليات ترفيهية ورياضية بمشاركة المعلمين.
أهمية الدمج
من جهتها أشارت المرشدة منى علي إلى تعرض الطلاب في المرحلة التعليمية الأولى إلى مشكلات نفسية تتعلق بصعوبة التأقلم مع أقرانهم الطلاب التي يمكن أن تقودهم إلى مشاكل نفسية متعددة، مثل: الانعزالية أو الانطوائية أو أزمات نفسية أخرى.
وهنا يبرز دور المرشد النفسي أو الاجتماعي وضرورة توعية الطلاب ودمجهم مع أقرانهم في هذه المرحلة بالتعاون مع أولياء الأمور والكادر التدريسي.
ختاماً لابد من القول إن الصحة النفسية للطالب ضرورة وليست رفاهية والبحث عن الدعم النفسي هو من دون شك خطوة ضرورية لحياة هادفة لطلابنا.