الثورة – راما نسريني:
أطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ 15 عاماً، باتت مشروبات الطاقة جزءاً من روتين حياتهم اليومي، في مشهد اعتيادي لم يعد يستهجنه أحد، وفي وقت اعتمدت فيه بعض الدول قانوناً ينص على منع بيع تلك المنتجات للأطفال ما دون الـ 18 من العمر.

وعلى الرغم من وجود تحذيرات صريحة على تلك المشروبات، توصي بعدم استهلاكها من قبل الأطفال ما دون الـ 16 والحوامل والمرضعات، نظراً لكمية الكافيين الكبيرة التي تحتويها، إلا أننا نجد استهلاكها في الشارع السوري، بات من المسلّمات التي لا يعترض عليها أحد !.
آلام في المعدة
في حديثه لـ “الثورة”، بيّن الطفل “خالد.س”، البالغ من العمر 15 عاماً، أنه اعتاد على شرب كميات كبيرة من تلك المشروبات، على مدار شهر كامل بمعدل علبتين يومياً، أي ما يعادل الواحد ليترمنها.
وأشار إلى أنه كان يشعر بنشاط كبير وطاقة “رهيبة”، تمنحه إياها تلك المشروبات، إلا أنه وبعد فترة بدأ يشعر بآلام كبيرة في المعدة، ترك على إثرها تلك المشروبات بشكل كامل، مضيفاً: ” توقفت الآلام تدريجياً بعد إقلاعي عن تلك المشروبات، ولا أنصح أحداً بتناولها على الإطلاق”.
بينما يعاني بعض من الأهالي، من انتشار تلك المشروبات بشكل كبير بين الأطفال، وخاصة في المدارس، الأمر الذي يجعل عملية السيطرة على أطفالهم، ومنعهم من تناولها صعبة للغاية، وتكاد تكون مستحيلة.
“ريم دبابو” أم لطفلين عبرت لـ “الثورة” عن قلقها من هذا الأمر، مبينة أنها لم تعد تقوم بعملية تربية أبنائها والاعتناء بصحتهم النفسية والجسدية وحدها، بل للمجتمع اليوم دور، يكاد يكون أكبر من دور الأهالي في هذا الخصوص.
وأضافت: نحتاج اليوم لقوانين صارمة، تمنع بيع تلك السموم للأطفال، ورقابة تضرب بيد من حديد كلّ من يخالف تلك القوانين.
تأثيرات خطيرة
بدوره، أوضح الاختصاصي في أمراض الأطفال الطبيب عبد الرحمن إبراهيم، لـ “الثورة”، أن كميات الكافيين الضخمة، قد تؤدي لحالات اعتياد يلامس الإدمان، علاوة على احتوائها على نسبة كبيرة من الكربونات، التي قد تؤثر سلباً على عظام الأطفال في المستقبل، وخاصةً أنهم ما زالوا في طورالنمو.
وشبّه إبراهيم ضرر تلك المشروبات بالضرر الحاصل نتيجة استهلاك المشروبات الغازية ولكنّه مضاعف، الأمرالذي يولّد لدى الطفل مزاجاً حاداً وعصبية ملفتة.
ونوه بأنه ينصح البالغين عند تناولها بالتعويض بالمكملات الغذائية، نتيجة لما تسببه من نقص في الكالسيوم، مؤكداً على ضرورة إصدار قانون لمنع بيع تلك المشروبات للأطفال ما دون الـ 16 من العمر.
من جانبها، أكدت مديرية التموين لـ “الثورة”، عدم وجود قانون ينص على منع بيع مشروبات الطاقة للأطفال، وبالتالي فلا وجود لحملات رقابة على محال البيع.