الثورة – عدي جضعان
تتحول محافظة القنيطرة، الواقعة على خطوط التماس مع الجولان السوري المحتل، إلى ساحةٍ مكشوفة أمام جرافات الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس سياسة “الأرض المحروقة” بحق أراضيها وسكانها.
فالتوغلات الإسرائيلية لم تعد مجرد خرقٍ لاتفاق فضّ الاشتباك، بل تصعيدٌ يوميٌّ ممنهج يسعى إلى تغيير جغرافية المنطقة وفرض واقع جديد تحت غطاء من الصمت الدولي المريب.
في تصريح خاص لصحيفة الثورة، أوضح عهد الكعيد، مسؤول الإعلام الرقمي والتوجيه في مديرية إعلام القنيطرة، أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز الذرائع الأمنية المعلنة.
وقال الكعيد إنّ “الاحتلال يركّز على المناطق ذات الأهمية المائية والاستراتيجية، مثل محيط قمة جبل الشيخ وسد المنطرة، بهدف السيطرة على الموارد الحيوية وفرض وقائع ميدانية جديدة تخدم أطماعه في الجولان”.
وأشار إلى أن الاحتلال بدأ بإقامة بوابات حديدية لإغلاق الطرق بين القرى السورية، في محاولة لتكريس سياسة الأمر الواقع وربطها بمخططات ضم الجولان نهائياً.
وحول التداعيات البيئية الخطيرة، وصف الكعيد أعمال التجريف بأنها “جريمة بيئية طويلة الأمد” تهدّد بتصحر الأراضي الزراعية وتدمير النظام المائي في المحافظة.
وأضاف أن مديرية الإعلام تنسّق مع مديرية البيئة لتوثيق الأضرار ورفع تقارير رسمية إلى الجهات الدولية، مؤكداً أن “ما يجري لا يستهدف الطبيعة فقط، بل حياة مئات العائلات التي فقدت أراضيها ومصدر رزقها”.
وفي مواجهة الحملات الإعلامية التي ترافق هذه الاعتداءات، أكد الكعيد أن المديرية تعتمد على النشر الفوري والدقيق للمعلومات الرسمية لمكافحة الشائعات، مشدداً على أن “إسرائيل تحاول من خلال هذه الممارسات تقويض الصمود الوطني للسكان السوريين عبر الضغط النفسي والمعيشي”.
وفي ظل استمرار التجريف المنهجي وصمت المجتمع الدولي، يبدو أن القنيطرة تقف اليوم أمام مخطط إسرائيلي يرمي إلى محو ملامحها الطبيعية والبشرية، في محاولة جديدة لفرض واقعٍ لا يشبه سوى خرائط الاحتلال وتوسّعه الصامت.