الأسباب والتحديات وراء الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا

الثورة – أسماء الفريح:

توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس في محيط قرية أوفانيا بريف القنيطرة الشمالي، وقبلها بيومين توغلت قوة للاحتلال في قرية بئر عجم ونصبت حاجزاً أمام مقسم القرية، وبالتزامن مع ذلك توغلت قوة أخرى باتجاه قرية الصمدانية الشرقية، ونصبت حاجزاً عسكرياً بين قريتي الصمدانية الشرقية والعجرف.

الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن اعتداءاته وانتهاكاته المستمرة للأراضي السورية منذ سقوط النظام البائد، في الوقت الذي تدعو فيه سوريا المجتمع الدولي باستمرار إلى اتخاذ موقف حازم والضغط على “إسرائيل” لوقف عدوانها، والالتزام بالقانون الدولي وتعهداتها بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974، كما تحث الأمم المتحدة وجميع الجهات الدولية المعنية على اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذا التصعيد ومنع المزيد من الانتهاكات.

المحلل والباحث بالشؤون السياسية ومدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين مضر حماد الأسعد قال لصحيفة الثورة إن الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية على الأراضي السورية وعلى المناطق الاستراتيجية فيها ما تزال مستمرة منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد، مشيرا إلى أن أسباب الاعتداءات المتواصلة واستباحة الأراضي السورية عديدة وأولها انزعاج “إسرائيل” من إسقاط من كان “حامي حماها”.

وأضاف الأسعد أنه منذ التوصل إلى اتفاق فض الاشتباك عام 1974 وحتى لحظة سقوط النظام المخلوع لم نشهد إطلاق رصاصة واحدة باتجاه العدو الإسرائيلي انطلاقاً من الحدود السورية، وهذا يدل على أن نظام الأسد كان الحارس الأمين لـ”إسرائيل”، إضافة إلى أن “إسرائيل” كانت تعتبر نظام الأسد مكملاً ومساعداً لها من خلال قيامه في السنوات الماضية بعملية الاعتداء والضغط على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وكذلك عملية تدمير المخيمات الفلسطينية في سوريا وفي لبنان، أي أنه في حقيقة الأمر أناب عن الكيان الصهيوني في عملية محاربة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وتابع الأسعد أنه من الأسباب المهمة أيضا لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية هو محاولة إضعاف سوريا في ظل القيادة الجديدة، وبالتالي السعي إلى تقسيمها وتفتيتها إلى دويلات تقوم على أسس إثنية وطائفية، مبينا أن هذا ما تريده “إسرائيل” من خلال قيامها بتقديم الدعم لعصابات الهجري، وكذلك دعم حزب العمال الكردستاني، وأيضا لما يسمى زوراً وبهتاناً قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تحتل ثلث مساحة سوريا.

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد أن يكون هناك جيش أو أسلحة ثقيلة أو متوسطة لوزارة الدفاع السورية في منطقة جنوب سوريا، أي في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، أي أن تبقى هذه المنطقة منزوعة السلاح بشكل كامل.

كما لفت إلى أن “إسرائيل” تسعى من خلال استباحتها الأراضي السورية إلى إدخال تعديلات على اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974, مبيناً أن من الأسباب أيضاً هو موضوع النفط أو الغاز في البحر الأبيض المتوسط، مشيراً إلى أن سوريا تعمل حالياً على ترسيم الحدود وهذا يعني إبعاد “إسرائيل” عن الكثير من المناطق التي تقع تحت سيطرتها أو إشرافها في البحر المتوسط، وبالتالي تحجيم دورها في المياه الدافئة والتي يوجد في أسفل منها كميات كبيرة جدا من النفط والغاز.

وأكد أن “إسرائيل” والموساد الإسرائيلي باتوا يعرفون حق المعرفة أن سوريا وشعبها أصبحوا بعد سقوط نظام الأسد ليس كما بعده، حيث بات الشعب السوري متسلحاً بالإرادة والمساحة الكاملة من القوة والصبر والإيمان من أجل الدفاع عن نفسه وعن أرضه ضد “إسرائيل” وضد أي دولة معتدية، ولذلك فإن كيان الاحتلال يريد تحجيم سوريا وتحجيم قوتها العسكرية من أجل ألا يشكلوا خطراً عليها في المستقبل وعلى المنطقة أو أن يستعيدوا أراضيهم المسلوبة في الجولان المحتل وغيره.

واعتبر الباحث الأسعد أن “إسرائيل” تسعى إلى ترسيم الحدود بين سوريا وبين لبنان وخاصة في مزارع شبعا لأن هناك بعض الوثائق التي تقول إن مزارع شبعا هي سورية وتريد من القيادة السورية أن تطالب بها حتى يتم أخذها من لبنان، وهذا يعني أن بيروت ستسحب شكواها من الأمم المتحدة ضد “إسرائيل”، أي أن الاحتلال سيسيطر عليها في نهاية المطاف وسيضمن عدم المطالبة بها لا من لبنان ولا من سوريا.

وشدد على أن انفتاح القيادة السورية حاليا على العالم وعودة سوريا إلى المجتمع الدولي يزعج “إسرائيل” كثيراً كما أن دخول دول كثيرة من عربية شقيقة إلى دول عديدة حول العالم في موضوع الاستثمار في سوريا وإعادة الإعمار بات يؤرق كيان الاحتلال أيضا، هذا إلى جانب عودة اللاجئين والنازحين بأعداد كبيرة وهو ما يشكل قوة بشرية هائلة لسوريا، ولذلك فإن “إسرائيل” تحاول الإبقاء على بلدنا دولة مدمرة وغير قادرة على مواكبة التطور العالمي أو الدفاع عن نفسها.

وأعاد التذكير بأن “إسرائيل” هي من وافقت على دخول حزب الله إلى سوريا عام 2012 من أجل قمع الثورة السورية ومساعدة نظام الأسد بالبقاء، وكذلك هي من سمحت بتمدد الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الإيرانية داخل سوريا من أجل حماية حزب الله ونظام الأسد، وبعدها سمحت لروسيا بالتدخل في سوريا، أي أنها ساعدت الجميع في تدمير سوريا وجعلها دولة منهارة بشكل كامل.

وأشار الباحث الأسعد إلى أن من أسباب الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة أيضا إحراج القيادة السورية أمام شعبها في مناطق جنوب سوريا وأيضا من أجل الحصول على امتيازات سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية في المرحلة القادمة، وهذا ما تسعى إليه وتعمل عليه لكن الشعب السوري سيتمكن من إفشال هذه المشاريع الإسرائيلية التقسيمية بقوته ووعيه وإدراكه لطبيعة الكيان التدميرية والتوسعية على حساب الشعوب وأراضيها ومقدراتها.

آخر الأخبار
وفد  "كوفيكس" الصينية يبحث سبل التعاون مع غرفة تجارة وصناعة درعا استراتيجيات القطاعات الاقتصادية في عهدة هيئة التخطيط والإحصاء  خبير قانوني : الاعتداءات الإسرائيلية خرق للقانون الدولي المهارة تنمي شخصية الأطفال وترتقي بهم  في تطورات تعرفة الكهرباء.. مقترحات لجمعية حماية المستهلك تراعي القدرة الشرائية ما أسباب التحول الخطير في النظام النووي الدولي؟ اعتراف سوريا بـ كوسوفو... بين الرد الصربي وحق تقرير المصير الشتاء أفضل من أي وقت آخر لمعالجة الأشجار المثمرة الشيباني: الشرع يزور واشنطن وسوريا ماضية بخطا واثقة نحو ترسيخ الاستقرار تلميحات أميركية لاتفاق نووي سلمي سعودي-أميركي بلاغات الاختطاف في سوريا.. الواقع يدحض الشائعات "الداخلية" تستعرض ما توصلت إليه لجنة التحقيق عن حالات خطف في الساحل "الزراعة" تزرع الأمل.. مشروع الغراس المثمرة يدعم التنمية الريفية "دير الزور 2040" خطة طموحة لتنمية المحافظة وتحقيق الاستدامة الاقتصادية الشيباني يبحث مع نظيره البحريني تعزيز العلاقات وآفاق التعاون المتسول من الحاجة إلى الإنتاج جلسة خاصة حول إعادة إعمار سوريا ضمن أعمال "الكومسيك" في إسطنبول  الدواء والمستشفيات محور شراكة سورية ليبية مرتقبة التحولات الإيجابية في سوريا تقلق الاحتلال وتدفعه للتوغل في أراضيها الأسباب والتحديات وراء الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا