الثورة:
أعلن وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني اليوم أن الرئيس أحمد الشرع سيجري زيارة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن خلال شهر تشرين الثاني الجاري.
وأوضح الوزير الشيباني خلال مشاركته في منتدى “حوار المنامة 2025” أن الرئيس الشرع سيزور البيت الأبيض خلال تشرين الثاني الجاري، وأن إعادة إعمار سوريا ستكون ضمن مباحثاته خلال زيارته لواشنطن.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين، وفق ما ذكرته وكالة سانا، أنه لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار العقوبات، مشدداً على أن سوريا تريد علاقات متوازنة مع كل الدول.
والزيارة المرتقبة هي الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى واشنطن منذ استقلال البلاد عام 1946، والثانية للرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة، بعد مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال شهر أيلول الماضي.
وكان الرئيس الشرع التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الـ 14 من أيار الماضي في العاصمة السعودية الرياض، خلال زيارة تاريخية أعلن فيها ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، كما جرى لقاء ثان بين الرئيسين على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

من جهة ثانية، أكد الوزير الشيباني أن سوريا ماضية بخطا واثقة نحو ترسيخ الاستقرار والأمن والتنمية، وإتاحة الفرصة أمام أبناء الشعب السوري لإعادة بناء وطنهم واستقطاب الاستثمارات الخارجية، مشيراً إلى أن العمل جارٍ لتعريف العالم بالصورة الحقيقية لسوريا ومعالجة الآثار المدمرة التي شوهت صورتها خلال السنوات الماضية.
وأوضح الشيباني في كلمة خلال منتدى حوار المنامة 2025، أن المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد تستند إلى ثلاثة مبادئ أساسية مترابطة، أولها تحقيق الاستقرار الأمني على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، مبيناً أن سوريا اليوم تتمتع باستقرار مقبول في الداخل، كما باتت شريكاً فاعلاً لدول الجوار في مكافحة الإرهاب، ومواجهة خطر المخدرات والتصدي للتحديات الأمنية التي تهدد المنطقة والعالم.
ولفت الشيباني إلى أن المبدأ الثاني في الرؤية السورية يتمثل في انتهاج دبلوماسية متوازنة، وقال: “لا نريد لسوريا أن تكون قائمة على مبدأ الاستقطاب، أو أن تكون كما كانت في عهد النظام البائد إلى جانب صف ضد طرف آخر”، مؤكداً أن سوريا تسعى لأن تكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وتحافظ على علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي والانفتاح ونشر السلام في المنطقة والعالم.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الدولة السورية تعمل على ترسيخ سيادة القانون بين المواطنين بعيداً عن الانقسامات الطائفية أو الفئوية، مؤكداً أن سوريا تفخر بتنوعها الثقافي والعرقي والديني الذي يشكل مصدر قوتها وغناها الحضاري ويعزز التكامل بين أبناء الشعب السوري.
ولفت الشيباني إلى أن المرحلة الراهنة لم تخلُ من تحديات كبيرة، إلا أن الحكومة السورية واجهتها بإصرار على تحقيق العدالة والسلم الأهلي، مشيراً إلى تأسيس اللجنة الوطنية للمفقودين لمعالجة هذا الملف الإنساني الذي يشمل أكثر من (250) ألف مفقود على يد النظام البائد، إضافة إلى تشكيل اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية التي تهدف إلى ضمان تحقيق العدالة والحقيقة للجميع والإنصاف للضحايا ومنع تكرار الانتهاكات.
وأوضح الشيباني أن التجارب التاريخية أظهرت أن غياب العدالة يؤدي إلى الفوضى، مؤكداً أن القانون والعدالة هما الأساس الذي تستند إليه سوريا اليوم لمنع الانزلاق نحو أي صراع داخلي، مشيراً في الوقت نفسه إلى الانتخابات البرلمانية والتشريعية الأخيرة التي جرت الشهر الماضي في أجواء من الشفافية والمشاركة الواسعة، والتي ستتوج بعقد أول جلسة برلمانية تمثل صوت الشعب السوري في نهاية تشرين الثاني الجاري.
بموازة ذلك، ذكرت وزارة الخارجية أن الوزير الشيباني التقى وزير المالية والاقتصاد البحريني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، في العاصمة البحرينية المنامة وذلك على هامش مؤتمر حوار المنامة 2025.
وكان الوزير الشيباني قد التقى أمس، في العاصمة البحرينية المنامة، مستشارة رئيس الجمهورية الفرنسية آن كلير ليجيندر والوفد المرافق لها، وذلك على هامش مؤتمر “حوار المنامة 2025″، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.