الثورة ـ سمر رقية:
فصل الشتاء هو فصل السكون، حيث تدخل الأشجار والحشرات والأمراض في فترة سكون، والعديد من الطفيليات تختبئ داخل جذوع وفروع الأشجار أو في التربة بانتظار عودة الطقس الجيد، لتستيقظ وتتلف الأوراق والأغصان وحتى الفواكه.
يؤكد الخبير الزراعي المهندس سمير الخطيب لصحيفة الثورة، أن فصل الشتاء هو الوقت المناسب للتدخل بشكل وقائي لمكافحة هذه الآفات “المنّ، القشريات، دودة التفاح و الإجاص carpocapse …” والفطريات “التجعد الورقيcloque، العفن البني monilia…” قبل أن تظهر في فصل الربيع، لأن المعالجة الشتوية للأشجار المثمرة تشمل الوقائية والتنظيفية والرش بالمبيدات لتقليل الآفات والأمراض قبل ظهورها في الربيع.
أقل ضرراً للبيئة
وأوضح الخطيب أن من يريد موسماً جيداً وناجحاً، ليس أمامه إلا الالتزام بقاعدة الوقاية خير من العلاج، لذلك ينصح بالعلاجات الوقائية في فصل الشتاء، فهي عموماً أقل ضرراً للبيئة من العلاجات في فصلي الربيع والصيف.
فعلى سبيل المثال لمحاربة حشرة المنّ في فصل الربيع يستخدم مبيد حشري، سيكون له تأثير ضار على الحشرات النافعة، لذلك لا بد من تدخلات أولية، كتطهير الجروح المخلفة بعد عملية التقليم، وكذلك الأدوات المستعملة، وجمع مخلفات التقليم والأوراق الميتة، وحرقها في حالة الأشجار المريضة، أو استعمال هذه المخلفات في صنع السماد العضوي إذا كانت الأشجار سليمة.
ولفت إلى ضرورة إزالة الثمار اليابسة التي مازالت عالقة في الأشجار، فهي تشكل مصدراً مهماً لنقل العدوى، ما قد يتسبب في ظهور الأمراض والحشرات الضارة في الموسم المقبل، ويجب إبعاد هذه الثمار ما أمكن عن البستان أو حرقها.
المعالجة الكيميائية
الخطيب أفاد أنه بعد القيام بكل تلك الخطوات، لا بد من المعالجة الكيميائية، وتتم هذه العملية خلال البيات التام للأشجار ومن المستحسن قبل انتفاخ البراعم بأسبوعين وبعد عملية التقليم للتقليل من كمية المبيد المستعملة.
كما ينصح بخليط الجير والماء، ويوضع من خلال دهن جذع الأشجار، إضافة إلى أنه مطهر ممتاز يدمر يرقات الطفيليات والفطريات التي تعشش تحت لحاء الأشجار.
وهناك طريقة المبيدات الفطرية التي تحتوي على كبريتات النحاس bouillie bordelaise، هذه المبيدات عبارة عن خليط من كبريتات النحاس والجير المطفأ، تحتوي على 20 بالمئة من النحاس، تعمل كمضاد فطري وبكتيري ضد العفن الفطري Mildiou والتجعد الورقي cloque والتبقع أو الجرب tavelure، ويسمح استعمالها في الزراعات البيولوجية.
ويضيف الخطيب بأن الزيوت البيضاء أفضل “علاج الشتاء” بامتياز، فهي تقضي على جميع الطفيليات المختبئة في لحاء الأشجار، وتمنع ظهورها، وهي تتكون أساساً من زيت البترول، لذا يجب الانتباه جيداً أثناء إعداد الخليط.
نصائح هامة وفي نهاية حديثه نصح م. الخطيب كل صاحب بستان، مهما كان نوعه، بالقراءة الجيدة لوصفة الدواء قبل الاستعمال، ويجب أن يكو الرشّ مكثفاً، بحيث يشمل الشجرة كلها وتتم المعالجة الكيميائية في غياب الأمطار والريح والصقيع.