الثورة – سيرين المصطفى:
مع بدء المدارس في سوريا بإجراء الاختبارات الكتابية والمراجعات لتقييم مستوى الطلاب، يواجه عدد كبير من التلاميذ مشاعر القلق والتوتر التي تسبق المذاكرة، ما قد يؤثر على تركيزهم وقدرتهم على استيعاب المعلومات، وفي هذه المرحلة، يبرز دور المدرسة في تقديم الدعم النفسي والتربوي، إلى جانب دور الأسرة في احتضان الأبناء ومنحهم الشعور بالطمأنينة والثقة.
وتوضح نجاح بالوش، المرشدة النفسية المختصة في الإرشاد، في حديث لصحيفة الثورة أن التوتر قبل الامتحانات يعد حالة طبيعية تختلف درجتها بين الطلاب بحسب طريقة الدراسة والتحضير ومستوى الثقة بالنفس، وتبيّن أن مصدر هذا القلق غالباً ما يرتبط بالخوف من الفشل وعدم تحقيق النتائج المرجوة، سواء في العلامات أو في التفوق الدراسي، إلى جانب تراكم الدروس أو ضعف الاستعداد.
وتضيف بالوش: إن ضغط الأهل ومخاوف الطلاب من ردود فعل الأسرة في حال عدم النجاح قد يزيد من مستوى التوتر لديهم، الأمر الذي يجعل الفترة السابقة للامتحانات مرحلة حساسة نفسياً وعاطفياً، ومن هنا تأتي أهمية تعاون الطرفين، المدرسة والأسرة، في تأمين بيئة مريحة ومتوازنة تساعد الطالب على التركيز والتحضير بهدوء.
وتشير إلى أن الاستعداد الجيد يبدأ بتنظيم الوقت ووضع جدول للمذاكرة قبل الامتحانات بمدة كافية، مع توزيع المواد وفقاً لدرجة صعوبتها.
كما تنصح بالحرص على النوم الكافي من 7 إلى 8 ساعات يومياً، وتجهيز جميع الأدوات الدراسية مسبقاً، إلى جانب توفير مكان هادئ ومضاء جيداً للدراسة بعيداً عن المشتتات.
أما فيما يخص طرق الدراسة الفعالة، فتنصح المرشدة بتلخيص الدروس إلى نقاط أساسية، واستخدام الخرائط الذهنية أو البطاقات للمراجعة السريعة، بالإضافة إلى حل أسئلة سابقة أو اختبارات تجريبية، والمذاكرة الجماعية حين تكون ذات فائدة وليست مضيعة للوقت.
وتشدد بالوش على ضرورة اهتمام الطالب بصحته الجسدية والنفسية، من خلال التغذية الصحية، وتجنب الإكثار من المنبهات، وممارسة نشاط خفيف كالمشي، مع الحفاظ على التفكير الإيجابي والابتعاد عن القلق المفرط.
وتختم بالقول: إن دور الأهل لا يقف عند المتابعة الدراسية، بل يشمل توفير مناخ منزلي هادئ، وتشجيع الأبناء وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتجنب المقارنات بين الطلاب أو الإخوة، إلى جانب الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة، لأنها تشكل حافزاً مهماً خلال فترة المذاكرة، وتخفف العبء النفسي عن الطالب.
ويأتي الحديث عن الضغط النفسي لدى الطلاب في ظل مرحلة دراسية تُعد من الأكثر حساسية خلال العام، إذ تعتمد المدارس على الاختبارات لقياس مستوى التحصيل وتعزيز مهارات المراجعة.
وفي مجتمع لا يزال يعيش ضغوطاً اقتصادية واجتماعية واسعة، تصبح فترة ما قبل الامتحانات بيئة خصبة لارتفاع القلق لدى الطلاب والأهالي معاً، ومن هنا، تبرز أهمية تكامل دور الأسرة والمدرسة والمختصين التربويين لضمان تهيئة ظروف دراسية متوازنة، تحمي الطالب من الإرهاق والتوتر، وتمنحه الثقة والقدرة على تحقيق أداء أفضل، ليكون التحصيل الأكاديمي نتيجة دعم نفسي ومعنوي مستدام لا مجرد ضغط عابر.