المطالعة.. بين الحاجة والرفاهية

الثورة – راما نسريني:

مع تراجع القدرة الشرائية للمواطن، وانصباب جُلّ اهتمامه على تأمين حاجاته اليومية الأساسية، لم يعد الكتاب أحد أولوياته، وخاصةً أن أسعار الكتب لم تعد في متناول اليد، بالإضافة للعزلة التي عاشتها البلاد نتيجة فرض حصار ثقافي من قبل النظام المخلوع.

عمد النظام البائد لفرض سياسية الرأي الواحد على الصعد كافة، وبالطبع لم تقتصر الهيمنة الفكرية على الآراء والأحزاب السياسية فحسب، بل امتدت لتشمل الكتب الثقافية والروايات الاجتماعية، التي تعود لكتاب خالفوه في الرأي، أو قدموا دعماً من أي نوع للثورة السورية.

حلم تحقّق

الكاتب أدهم الشرقاوي عبّر لـ “الثورة”، عن سعادته الكبرى لزيارته سوريا وحلب على وجه الخصوص، واصفاً المشهد بـ “الدعوة المستجابة”، والحلم الذي تحقق، وأكد أن سوريا اليوم تُخبر العالم عن قصة صمود، وقصة أمل سَطّرت حروفها بماء الذهب، تقف اليوم بوجه العالم أجمع، لتخبرنا أن النصر ممكن، وأن الشعوب فعلاً قادرة على تغيير مصيرها، سوريا اليوم أصبحت مصدر إلهام للعالم أجمع.

وأضاف: “كنت أشعر بالحزن الشديد عندما يتواصل معي أحد القراء، مُخبراً إياي أنه لا يستطيع شراء أي من كتبي، وذلك نتيجة لمنعها في سوريا”، منوهاً بأن السؤال عنها بحد ذاته، كان يُعتبر جريمة كبرى، على الرغم من عدم التطرق لأي مواضيع سياسية في كتبه، إلا أن مواقفه المناصرة للثورة السورية كانت السبب الرئيسي وراء قرار المنع، على حد تعبيره.

حالت بينهما

بدورها، أكدت الأخصائية الاجتماعية نها أحمد دالاتي لـ “الثورة”، أن عصر “السوشيال ميديا” والتكنولوجيا الحديثة، قد حالت بين القارئ والكتاب الورقي، إذ أصبح بالإمكان تحميل الكتاب كاملاً من دون الحاجة للخروج من المنزل حتى، فبمجرد ضغطة زر وبأقل جهد ممكن، يصبح الكتاب كاملاً بين يدي القارئ، بالإضافة إلى عدم تفعيل عدد كافٍ من المكاتب التراثية، ومكاتب القراءة والتصفح، وعدم وجود مسابقات للقراءة، لتحفيز الشباب على المطالعة والمشاركة في مثل تلك الفعاليات، كل تلك الأسباب أدت مجتمعة لتراجع معدلات المطالعة.

تفعيل مبادرات وفعاليات

وأضافت دالاتي: “هناك مبادرات وفعاليات جميلة جداً من شأنها إذا تم تفعيلها أن ترفع من مستوى المطالعة بشكل كبير”، كالمكتبة المتنقلة مثلاً، أو حملات توزيع الكتب بالمجان في أحياء المدينة، مشيرةً إلى أننا في أمس الحاجة لمثل تلك الخطوات فمعظم بيوتنا اليوم لا تملك مكتبة ولو كانت صغيرة.

ونوهت بأن الذكاء الصناعي اليوم قد احتل مساحة البحث بشكل كبير، ما يُضعف احتمالية بحث الأشخاص في المصادر الورقية والكتب على حد سواء، مشيرةً إلى أن التكنولوجيا مهمة جداً، لكن من الضروري استخدامها باعتدال.

لذلك اليوم نحن بحاجة لمسابقات لقراءة الكتب وتشجيع الشباب على تلخيصها مثلاً، والقيام بمناظرات بين القراء للتحفيز على المطالعة بشكل أكبر.

آخر الأخبار
تعليق "قيصر".. اختبار لجديّة الإصلاح الاقتصادي والقدرة على استعادة التوازن النقدي من "البيت الأبيض" إلى "الداوننغ ستريت".. الشيباني يحمل الحقيبة "الأثقل" إلى بريطانيا زيارة الشرع للولايات المتّحدة تمثّل بداية جديدة للسوريين عندما يتوقف التاريخ في استثمار البيئة الجبلية والبحرية.. وتهجر الكوادر رئيس غرفة الملاحة البحرية للثورة: الساحل عقدة تلاقٍ بريّ- بحريّ نحو اقتصادٍ أزرق وتنمية متوازنة: اللاذقية وطرطوس.. بوابتان لنهضةٍ بحرية رؤساء في العلاقات الخارجية بالشيوخ الأميركي يدعمون رفع العقوبات عن سوريا طلاب "المهني" في حلب يجهزون مقاعد مدارسهم بين الدولار والتجار.. كيف يواجه المواطن تحديات المعيشة؟ زيارة إلى المملكة المتحدة.. الشيباني يحمل حقيبة ثقيلة في اللقاء السوري-البريطاني المطالعة.. بين الحاجة والرفاهية أصوات الباعة الجوالين بحلب.. بين الحاجة والإزعاج المتقاعدون ورحلة البحث عن عمل بازار الشتاء.. منصة تمكين اقتصادي واجتماعي للمرأة السورية عندما يختفي اللقب الوظيفي.. رحلة البحث عن الهوية بعد التقاعد رياضة المتقاعدين في حلب.. صداقات وشفاء من الوحدة والاكتئاب بين " قيصر" والعملة الجديدة.. خطوة سياسية أولاً.. وفرصة اقتصادية ثانياً اكتمال مشهد الدور الثاني من مونديال الناشئين الجمعة.. البطولة الكروية حلب (ست الكل) الصمت العنوان الأبرز لنادي الكرامة ؟!