الثورة – حسين صقر:
ببساطة غير متوقعة، تستغل التطبيقات الضارة الثغرات الأمنية لسرقة المعلومات الحساسة لدى الأشخاص، وكذلك جمع البيانات بشكل مفرط، ومشاركتها مع أطراف أخرى، و يمكن أن تشمل تلك الأضرار احتيالاً مالياً، مثل التصيد المالي، أو إتلاف الجهاز.
والتطبيقات الضارة باتت أكثر مما نتوقعه نتيجة التطور التقني، بعيداً عن طبيعة المستخدم، لأن الشخص العاقل الواعي لن يستخدم تلك التقنية لضرر ذاته وغيره، بينما نقيضه سوف يستغلها لقضايا غير مشروعة، وهدفها فقط جني الأرباح، ولأن مخاطر بعض تطبيقات الأندرويد باتت كثيرة، لا بد من تسليط الضوء على تلك المخاطر، وطرق تجاوزها، تواصلت صحيفة الثورة مع مهندس المعلوماتية أحمد السالم، الخبير في نظم البرمجيات والذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات، إذ قال: في ظل الانتشار الواسع للهواتف الذكية، وتطبيقات الأندرويد، أصبحت حياتنا اليومية مرتبطة بتلك الشاشة الصغيرة أكثر من أي وقت مضى، لكن خلف واجهات الاستخدام الجذابة، تختبئ أحياناً مخاطر تهدد خصوصيتنا وأمننا الرقمي.

مخاطر محتملة
السالم أوضح أنه يمكن للمستخدم العادي حماية نفسه من تلك التطبيقات إذا أحسن استخدامها، واقتصرت معرفته بالضار منها على الاطلاع فقط دون استغلالها لضرر الآخرين وابتزازهم، موضحاً أن أنواعاً من المخاطر يمكن أن يتعرض لها المستخدم عند تحميل بعضها، وهي تتنكر في صورة برامج مفيدة، مثل تطبيقات تنظيف الهاتف أو تحسين الأداء، لكنها قد تحتوي على برمجيات تجسس تجمع بيانات المستخدم أو تسرّب صوره وملفاته دون إذنه.
كما أن هناك أيضاً تطبيقات تطلب صلاحيات غير مبررة، مثل الوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون أو قائمة جهات الاتصال، رغم أنها لا تحتاجها وظيفياً.
ورداً على سؤال، هل جميع التطبيقات في متجر “غوغل بلاي” آمنة؟
أجاب السالم، ليس بالضرورة أن يكون المتجر المذكور قادر على تحميل تلك التطبيقات، مضيفاً بذات الوقت إنه أصبح أكثر أماناً في السنوات الأخيرة، ومع ذلك لا يزال من الممكن أن تمر بعض التطبيقات الضارة عبر نظام الفحص، لأن بعض المطورين يستخدمون حيلاً تقنية لتجاوز الفلاتر مؤقتاً، ثم يضيفون “أكواداً” خبيثة لاحقاً عبر التحديثات.
ظاهرها مفيد
وحول أكثر أنواع التطبيقات التي تمثل خطراً على المستخدمين، أشار مهندس المعلوماتية، أن تطبيقات الفلاتر والكاميرا والطقس والملفات المجانية من أكثر الأنواع التي لاحظنا فيها نشاطاً خبيثاً مع أن ظاهرها مفيد، والسبب أنها غالباً ما تطلب صلاحيات مفرطة، وتعرض إعلانات كثيرة تتبع سلوك المستخدم، كما أن بعض الألعاب المجانية تُخفي أدوات تتبع تجمع بيانات دقيقة عن موقع اللاعب واهتماماته.

وعن كيفية حماية الذات والخصوصية من هذه المخاطر، قال الخبير في أمن المعلومات: هناك عدة خطوات بسيطة وفعّالة، كتحميل التطبيقات فقط من مصادر موثوقة، ويفضّل أن تكون من متجر “غوغل بلاي”، و قراءة تقييمات المستخدمين ومراجعة الأذونات قبل التثبيت، وكذلك استخدام برنامج حماية موثوق “آنتي فايروس” مخصص للهواتف الذكية، بالإضافة لتحديث النظام والتطبيقات بانتظام، لأن التحديثات غالباً هي التي تغلق الثغرات الأمنية، ونوه بأهمية تجنب الروابط المرسلة عبر الرسائل أو البريد، خصوصاً تلك التي تطلب تثبيت تطبيقات خارجية.
مؤشرات الاختراق
وحول سؤال، هل هناك مؤشرات يمكن أن تدل على أن الهاتف مخترق أو مراقب؟
رد السالم بأن هناك بعض العلامات التحذيرية وتشمل: بطء الجهاز المفاجئ أو ارتفاع حرارة البطارية، واستهلاك البيانات أو البطارية بشكل غير طبيعي، وظهور تطبيقات لم يقم المستخدم بتثبيتها بنفسه، وكذلك انقطاع الاتصال أو أصوات غريبة أثناء المكالمات، وأضاف: عند ملاحظة هذه الأعراض، يفضل فحص الهاتف فوراً وإعادة ضبطه بعد حفظ البيانات المهمة.
نصائح عامة
وأشار مهندس المعلوماتية إلى أن مخاطر تطبيقات الأندرويد تتمثل في التعرض للبرامج الضارة، و سرقة البيانات الشخصية، وانتهاك الخصوصية من خلال جمع البيانات الزائد أو مشاركتها، والهجمات الإلكترونية، ولهذا لا تفتح روابط مشبوهة أو تقوم بتنزيل ملفات من مصادر غير موثوقة حتى لو كانت داخل التطبيق، وقم باستخدام برنامج حماية قوياً على جهازك، واجعله يعمل بانتظام لفحص البرامج الضارة.
المهندس السالم أوضح أنه في زمن أصبحت فيه البيانات أهم من الذهب، يظل الوعي الرقمي هو السلاح الأقوى، ولذلك لا بد من الحذر والإطلاع بشكل دائم على ما هو جديد، لأن المعرفة هي خط الدفاع الأول في عالم التطبيقات المفتوح.
وأضاف: بإن التكنولوجيا تسهّل حياتنا، لكنها تحتاج وعياً رقمياً لحماية خصوصيتنا، ولهذا لا تثق بأي تطبيق لمجرد أنه مجاني أو شائع، فالمجانية أحياناً يكون ثمنها بياناتك الشخصية، لذا كن ذكياً في استخدامك، ولا تمنح هاتفك الثقة المطلقة.