الثورة – ترجمة ختام أحمد:
اعتبر السوريون زيارة زعيمهم إلى واشنطن، بمثابة تحوّل نحو الغرب، من شأنه أن يمهّد الطريق لإحياء اقتصاد البلاد المتضرر من الحرب.
استقبل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاثنين الفائت، الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول زيارة لرئيس دولة سورية منذ الاستقلال عام 1946، وإنجاز كبير للرئيس الذي سعت واشنطن في السابق إلى اعتقاله مقابل مكافأة قدرها 10 ملايين دولار.
وقالت طالبة الحقوق، بشرى عبد الباري: “إن شاء الله تكون هذه الزيارة بداية جديدة لسوريا وانفتاحاً على العالم بعد سنوات من العزلة”. “نأمل أن تساهم هذه الزيارة… في تسهيل عملية إعادة إعمار سوريا مع الولايات المتحدة وبقية العالم”.
وفي الوقت الذي قام فيه الشرع بزيارة تاريخية إلى واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن تعليق العقوبات بموجب قانون “قيصر”، في انتظار رفعها الدائم المحتمل من قبل “الكونغرس”.
فرض القانون عقوبات واسعة النطاق على الاستثمار في سوريا في محاولة لضمان المساءلة عن الانتهاكات في عهد رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، ومنع البلاد من النظام المصرفي العالمي. تاريخياً، كانت سوريا تدور في فلك الاتحاد السوفييتي ثم روسيا، التي كانت الحليف الرئيسي للأسد خلال أكثر من 13 عاماً من الحرب الأهلية. ولكن منذ الإطاحة بالأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، قام الرئيس الشرع بالعديد من المبادرات تجاه الغرب ودول الخليج الغنيّة، مع الحرص على عدم حرق جسوره مع موسكو. وقالت عبد الباري: إن “روسيا حليفة الأسد لم تجلب لنا سوى الخراب والدمار”.
ورحب عمر نصار، وهو صاحب مطبعة يبلغ من العمر 36 عاماً، أيضاً بالتحرك السوري نحو المعسكر الغربي.وقال: إن “سوريا دفعت ثمن انحيازها للمعسكر الاشتراكي في الماضي… ووجدت نفسها معزولة عن محيطها العربي والدولي”. مضيفاً: “نحن متفائلون جداً بعد هذه الزيارة. ونتوقع انعكاسات إيجابية على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي”.ويعتقد صدام حجار، صاحب كشك قهوة في العاصمة السورية، أن “الأمور تتحسن”. مضيفاً: “نأمل أن نكون جزءاً من الشرق الأوسط الجديد مستقبلًا، كما قال، وأضاف: “الشعب السوري يستحق حياةً أفضل بعد كل هذه التضحيات”.
أنهى سقوط الأسد حرباً استمرت لأكثر من 13 عاماً، اندلعت بعد أن قمعت الحكومة انتفاضة سلمية في عام 2011. لقد أدت الحرب إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص، ونزوح أو إجبار الملايين من السوريين على النزوح، وتسببت في انهيار الاقتصاد. وتعتقد ليال قدور، وهي عاملة تبلغ من العمر 25 عاماً في منظمة غير حكومية، أن الزيارة إلى واشنطن كانت “خطوة سياسية جريئة” كسرت سنوات من العزلة. وأضافت: أن “التداعيات المحتملة تتمثل في تخفيف العقوبات وفتح الآفاق الاقتصادية”. لكنها تساءلت عما إذا كانت بلادها ستصبح الآن “خاضعة لضغوط دولية من شأنها التأثير على عملية صنع القرار السياسي المستقل”، في إشارة إلى المخاوف بشأن الضغوط الأميركية على سوريا لإحلال السلام مع إسرائيل، التي طالما كانت عدواً لها.
المصدر _ The Japan Times