الثورة – هلا ماشه:
استقبل رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون، في قصر بعبدا في لبنان وفداً من نقابة المحررين برئاسة جوزف القصيفي، وفق ما نقلته وكالات الأنباء اللبنانية.
خلال اللقاء أكّد عون، أن لبنان لم يتسلم بعد أي رد رسمي من إسرائيل على خيار التفاوض الذي طرحه لتحرير الأراضي المحتلة.
وقال: “منطق القوة لم يعد ينفع، وعلينا أن نذهب إلى قوة المنطق”، مضيفاً أن الحرب قادت لبنان إلى الويلات، وأن هناك موجة من التسويات في المنطقة تستدعي التفكير بطرق جديدة.
وأضاف الرئيس عون، أن الكلام عن “تلزيم” لبنان لسوريا غير مبرر، مشيراً إلى أن استقرار سوريا ضروري لاستقرار لبنان، واصفاً اللقاء بين الرئيسين الأميركي والسوري بأنه إيجابي، حيث أن رفع العقوبات الأميركية على سوريا يصبّ في مصلحة لبنان.
وعن الوضع الداخلي ودعوات الحوار الوطني قبل الانتخابات، اعتبر عون أن ذلك سيكون بمثابة “حوار طرشان”، مؤكداً رغبته مع رئيسي البرلمان والحكومة في إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، معتبراً أن مجلس النواب يجب أن يقوم بدوره في هذا الإطار.
وبخصوص ملف المودعين، طمأن الرئيس اللبناني بأن حقوقهم خط أحمر، وأشار إلى أن غالبية المودعين لا يمتلكون ودائع تفوق 100 ألف دولار، مؤكداً جهود الحكومة ومصرف لبنان لاستعادة الأموال ودفع المستحقات.
وفي ملف التحقيق بملف تفجير مرفأ بيروت، كشف عون عن موافقة الجانب البلغاري على إجراء تحقيق افتراضي مع مالك الباخرة “روسوس”، ستتم عبر طلب رسمي من لبنان. ولفت إلى أن هناك إنجازات تحققت منذ تشكيل الحكومة، رغم صعوبات السنة الانتخابية، وأن هناك من يسيء للدولة لأغراض مصلحية، لكنه أبدى تفاؤله بالمستقبل، مطالباً الجميع برأفة لبنان.
واختتم الرئيس عون حديثه بالتأكيد على أهمية الإعلام ودوره الكبير، معبّراً عن أسفه لتشويه بعض الجهات الواقع اللبناني، مؤكّداً أن هذا الإجراء يؤثر سلباً على سمعة الإعلام. كما استقبل الرئيس وفداً من الجامعة الأنطونية وقدم دعوة له لحضور احتفال تساعية الميلاد المجيد في 15 ديسمبر/كانون الأول الفائت، إضافة إلى استقبال أربعة سفراء جدد مع توجيهاته لهم للعمل في خدمة الجاليات اللبنانية وتعزيز العلاقات الخارجية.
في خضم هذه التحديات الداخلية والإقليمية، حيث تتصدّر العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا مشهد التوتر والتقارب، الأمر الذي يثير مخاوف داخلية من “تلزيم” لبنان إلى سوريا، وهو ما نفاه الرئيس عون بشكل قاطع، يظل الرئيس عون متمسكاً بالأمل في بناء لبنان الجديد، مع إشارات صريحة إلى ضرورة تبني منطق الحوار البناء والتفاوض الدبلوماسي، بعيداً عن لغة القوة التي لم تثبت جدواها. ويؤكّد أن الطريق إلى المستقبل مرهون بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وبتضافر الجهود لتجاوز الانقسامات وتعزيز الاستقرار، حماية لوحدة لبنان واستقلاله، بعيداً عن التشنجات التي تجر البلاد إلى الانهيار.