الثورة – جودي يوسف
حذّر تقرير أممي مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، اليوم الأربعاء، من أن سكان 13 منطقة حول العالم يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد مع احتمالية وفاة آلاف الأشخاص جوعاً، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة وتنسيق دولي فعّال لمعالجة النزاعات وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية.
وأشار التقرير الذي يصدر مرتين سنوياً كنظام إنذار مبكر للأزمات الغذائية، إلى أن السودان وفلسطين، وجنوب السودان، وهايتي، ومالي تمثل أكثر المناطق إثارة للقلق حيث تتفاقم أزمات الغذاء بسبب استمرار النزاعات والصدمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية، إضافة إلى القيود على وصول المساعدات ونقص التمويل، كما عادت جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى قائمة البؤر التي تستدعي مراقبة دقيقة.
وأوضح التقرير، أن نحو 24.6 مليون شخص في السودان يواجهون مستويات الأزمة أو أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يواجه 637 ألف شخص خطر المجاعة المباشرة لا سيما في دارفور وكردفان الكبرى.
وفي فلسطين، يواجه سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، مع توقع وصول 470 ألف شخص إلى مراحل كارثية من الجوع بسبب العمليات العسكرية والحصار وارتفاع الأسعار.
أما في جنوب السودان، فإن نحو 7.7 ملايين شخص أي أكثر من نصف السكان، مهددون بانعدام الأمن الغذائي الحاد، مع توقع وصول 63 ألف شخص إلى مستويات كارثية خلال الأشهر المقبلة.
وتشمل الأوضاع المتدهورة أيضاً هايتي ومالي حيث يؤدي العنف واستمرار النزاعات إلى تفاقم الجوع ونقص وصول المساعدات.
وأشارت وكالات الأمم المتحدة إلى بؤر إضافية تحتاج إلى اهتمام عاجل مثل اليمن، وميانمار، ونيجيريا، وبوركينا فاسو، وتشاد، والصومال، وسوريا، بينما تحسنت الظروف في بعض البلدان مثل إثيوبيا ولبنان وكينيا، نتيجة تحسن المحاصيل وانخفاض حدّة النزاعات.
وأكد المدير العام لـ “الفاو”، شو دونغ يو، أن الجوع لم يعد تهديداً بعيداً بل حالة طارئة يومية تواجه ملايين الأشخاص، داعياً إلى تحرك جماعي لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش.
كما قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين: “نحن نمتلك الخبرة والأدوات اللازمة للاستجابة ولكن دون تمويل كافٍ وتسهيل وصول المساعدات لن نستطيع إنقاذ الأرواح الاستثمار العاجل والمستدام في المساعدات الغذائية أمر بالغ الأهمية”.
وحذرت الوكالتان من أن نقص التمويل أدى إلى تقليص المساعدات المقدمة للاجئين والنازحين وإيقاف برامج التغذية المدرسية في بعض البلدان، فضلا عن أن حماية سبل العيش الزراعية والحيوانية تعتبر عنصراً أساسياُ لضمان استمرار إنتاج الغذاء واستقرار المجتمعات.