أدب الحرب والسجون..أحرار الكلمة يكسرون الأغلال ويبدعون  

الثورة – صالح العويتي   

في زمنٍ شكّلت فيه المعاناة فعلًا يوميا من حياة السوريين، أصبحت الكتابة شاهداً على الجرح، والرواية وسيلةً للنجاة.

وسط ركام الحرب وعتمة السجون خرجت الكلمات حيّة، تشهد على عصرٍ حاول أن يطفئ الصوت فاصطدم بالأدب.

كلمات مثقلة بالألم والظلم، لكنها تنبض بالحياة، وكأنّ الكتابة وحدها كانت قادرة على جمع ما تناثر من بقايا الإنسان.

اجتمعت مساء أمس في المركز الثقافي بأبو رمانة أصوات الأدب والرواية، لتستعيد ذاكرة طويلة من الوجع، وتحتفي بكتّابٍ آمنوا بأهمية الكلمة في زمن القهر والاستبداد، ضمن احتفالية توزيع جوائز مسابقة “أدب الحرب والسجون” و جائزة الكاتب الراحل سهيل الذيب التي نظّمتها دار توتول للإبداع الروائي برعاية مديرية الثقافة في دمشق.

عن هذا الحدث يقول الأستاذ محمد أحمد الطاهر، مدير “دار توتول للنشر” لصحيفة الثورة:

“أقمنا هذه المسابقة بمناسبة التحرير، وهي تتميّز بكونها الأولى من نوعها التي تجمع بين أدب الحرب والسجون، بعد أن أعلنا عنها منذ شهر أيار الفائت، وهي مخصصة للكتاب السوريين فقط وتتناول قضايا الحرب والمعتقلات، إلى جانب إقامة جائزة الكاتب الراحل سهيل الذيب، التي تشمل بدورها موضوعات روائية أوسع ومشاركة من بلدان عربية مختلفة”.

ويضيف الطاهر: “أهمية هذه المسابقة تكمن في كونها الأولى في نطاق أدب الحرب والسجون بعد الخروج من عهد النظام البائد.

نحن اليوم نعيش عهد الحريات والانطلاق الفكري، وهذه اللحظات يجب أن تُسجّل للتاريخ، بعد فترة إقصاء طويلة للكتّاب الأحرار عن المشهد الأدبي، كنا ننشر في الخارج هرباً من الرقابة، أما الآن فمساحة التعبير اتسعت، ومن الشرف أن ننطلق من بلادنا”.

تناولت الأعمال المشاركة قصصاً وشخصيات تمثّل الواقع السوري في زمن الحرب والاستبداد، وحملت معها رسائل ورؤى إنسانية حاول الكتّاب إيصالها بصدقٍ وإحساس عالي حسب وصف اللجنة المنظمة للمسابقة.

يتحدث الكاتب خليل العجيل لصحيفة الثورة عن روايته ” ظل المدينة”: “أردت إيصال رسالة أن الإنسان حين يحاصر يختار أن يكتب ليبقى ويقاوم ويعيد للوطن صوته وللناس كرامتهم”.

كما وصف اختياره أدب السجون أنه نابع من إيمانه العميق أن السجن ليس جدراناً فقط بل هي حالة يعيشها الإنسان، حين يمنع من قول الحقيقة والتعبير عن نفسه.

وقد منحت اللجنة رواية “طلقة حياة” للكاتب غسان حورانية المركز الأول في جائزة أدب الحرب والسجون، تلتها مناصفة رواية “الرصاصة الأخيرة” للكاتب عمار أحمد حامد ورواية “ظل المدينة” للكاتب خليل العجيل.

أما في جائزة الإبداع الروائي، فنالت رواية “هيت لك” للكاتبة زكية مصطفى شيخ حميدي المركز الأول مناصفةً مع رواية “شمع لا يقطر” للكاتب السوداني المنتصر منصور، بينما حاز المركز الثاني الكاتب المصري محمود عبد الجواد عن روايته “قصيم”، وذهب المركز الثالث إلى الكاتب السوري عماد سعد عن روايته “عائد من الغياب”.

يتحدث الكاتب غسان حورانية لصحيفة الثورة : “رواية طلقة الحياة تتحدث عن دور الثقافة والوعي في حماية المجتمع والوطن، لتصل الى قرارٍ مصيري تتخذه إحدى الأمهات الواعيّات، وتؤكد من خلاله على أهمية المرأة ودورها في التغيير”.

وشهد الحفل تكريم الكاتبة منتهى العيادة بلقب “شخصية توتول الثقافية لعام 2025” عن روايتها نساء على أرصفة عارية، إضافةً إلى الإشارة إلى أعمال أخرى تميزت، رغم عدم حصولها على جوائز.

وقد ضمّت لجنة التحكيم لهذا العام عدداً من الأدباء والأساتذة، منهم: عماد ندّاف، عبد الله الشاهر، أيمن الحسن، وأحمد هلال.أيضا الكاتب المسرحي محمد الحفري الذي أشار إلى أنّ اختيار الفائزين اعتمدت على عدة معايير, منها وضوح الفكرة وحداثتها، متانة اللغة والأسلوب، والهدف النهائي الذي تسعى الرواية لتقديمه, خاصة مع الكم الكبير من المشاركات الذي بلغ 105 كتاب في القائمة الأولية للمسابقة.

تخلّل الحفل فقرات موسيقية قدّمها العازف والمغنّي أحمد الشمطي أضفت لمسة احتفالية على الأجواء، كما وزعت نسخ حصرية من أعمال الكاتب الراحل سهيل الذيب التي تُطرح لأول مرة بعد رحيله، في مبادرة اعتبرت لحظة تكريمية استثنائية متبادلة بين المبدع والجمهور .

آخر الأخبار
تصريحات ضبابية تثير مخاوف اللاجئين السوريين في ألمانيا   "اللاعنف".. رؤية تربوية لبناء جيل متسامح انفتاح العراق على سوريا.. بين القرار الإيراني والتيار المناهض  تحدياً للدولة والإقليم.. "حزب الله" يعيد بناء قدراته العسكرية في جنوب لبنان سوريا بلا قيود.. حان الوقت لدخول المنظمات الدولية بقوة إلى سوريا قوات إسرائيلية تتوغّل في ريف القنيطرة الاقتصاد السوري يطرق أبواب المنظومة الدولية عبر "صندوق النقد" القطاع المصرفي عند مفترق طرق حاسم إسرائيل في حالة تأهب قصوى للقاء بن سلمان وترامب الآباء النرجسيون.. التأثير الخفي على الأطفال والأمهات بناء الثقة بالحكومة من بوابة التميز في خدمة المواطن مشروع الهوية التنموية.. تحديات وفرص رفع معدلات القبول يشعل جدلاً واسعاً بين طلاب المفاضلة الجامعية "تجارة وصناعة" دير الزور تسعى لإطلاق مشروع تأهيل السوق المقبي البحث العلمي في جامعة اللاذقية.. تطور نوعي وشراكات وطنية ودولية حين يختار الطبيب المطرقة بدل المعقم محادثات أميركية ألمانية حول مشروع توريد توربينات غاز لسوريا قطر والسعودية وتركيا.. تحالف إقليمي جديد ضمن البوصلة السورية  الرؤية الاستراتيجية بعد لقاء الشرع وترامب.. "الأمن أولاً ثم الرخاء" ترامب يعد السوريين بعد زيارة الشرع.. كيف سينتهي "قيصر"؟