الثورة أون لاين – عادل عبد الله:
أوضح معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور عاطف الطويل أن مرض فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 أو ما يعرف بالوباء التنفسي يعتبر وحسب بعض الجهات المختصة من بين أخطر الأمراض التي يعرفها العالم الآن .
وأكد أن أفضل طريقة للحدّ من انتقال عدوى كوفيد-19 ومكافحتها هي مواصلة الجميع اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على سلامتهم وسلامة الآخرين ، مشيراً إلى أهمية التقيد بأبسط طرق الوقاية الناجحة من الإصابة بالفيروس وهي الالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين ، ومن المهم أيضاً عدم لمس الكمامة من الخارج والتعامل معها دوماً كأنها مليئة بالفيروس ، لأن الكمامة قد تكون وسيلة حماية وعدوى بنفس الوقت ، وعدم لمس الوجه أو العينين ، كما يجب تغيير الكمامة بعد ٤-٦ ساعات أو غسلها بعد نفس المدة إذا كانت من قماش ، ولا يجب أن ينسى الشخص أنها أداة شخصية حصراً ولا يجوز إعارتها أو استعارتها من أحد .
وبيَّن أن الخطورة تكمن في سرعة انتشاره وقدرته على إصابة أشخاص مستوى المناعة لديهم ضعيف ما يسبب الوفاة بشكل متسارع إلى جانب غياب لقاحات تقلل من آثاره ، مشيراً إلى أن الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة في العالم عبر العطس والمصافحة ، كما أنه لأول مرة يصيب البشر ، وأيضاً عدم وجود معلومات حوله ، وهذا ما أثر بشكل كبير على حركية الاقتصاد والتنقل والحياة العامة للناس ، بل حتى على مستوى العلاقات الدولية .
ولفت الدكتور الطويل إلى أنه وحسب منظمة الصحة العالمية عندما يتكاثر الفيروس أو ينسخ نفسه ، فإنه يتغير بعض الشيء أحياناً ويُطلق على هذه التغيرات اسم “طفرات” . ويسمى الفيروس ذو الطفرة الجديدة “متحوّر” ، وكلما استمر دوران الفيروس ازدادت احتمالات تغيره ، وقد تنتج هذه التغيرات أحياناً عن فيروس متغير أكثر قدرة على التكيف مع البيئة من الفيروس الأصلي ، وتُعرف عملية تغير وانتقاء المتحورات الناجحة هذه باسم “التطور الفيروسي” .
وأضاف أنه قد تؤدي بعض الطفرات إلى تغيرات في خصائص الفيروس ، كأن يتغير معدل انتقاله (أي قد ينتشر بسهولة أكبر مثلاً) أو درجة وخامته (أي قد يسبب مرضاً أكثر وخامة مثلاً) ، كما أنه تتغير بعض الفيروسات بسرعة والبعض الآخر بوقع أبطأ . ففيروس كورونا-سارس-2 المسبب لكوفيد-19 يتغير بوقع أبطأ مقارنة بفيروسات أخرى ، مثل فيروس العوز المناعي البشري أو فيروس الأنفلونزا . ويعزى ذلك جزئياً إلى “آلية التصحيح” الداخلية للفيروس التي تتيح تصحيح الأخطاء التي قد تنشأ عندما ينسخ الفيروس نفسه .
ويواصل العلماء دراسة هذه الآلية للتوصل إلى فهم أفضل لطريقة عملها .
وأشار إلى أن هذا المرض أعطى مؤشرات أساسية تظهر في كل مرة بأن العالم والمنظومة الصحية العالمية ليست لها الاستعدادات الكافية والإمكانيات اللازمة لمواجهة مثل هذه الكوارث البيولوجية ، بالرغم مما مر من أمراض كأنفلونزا الخنازير ، والطيور ، وسارس ، ونجد أن الدول تبقى عاجزة على مواجهته في لحظة بداية انتشاره أو بداية الأزمة الصحية ، وهذا يعطينا مؤشرات بأن المنظمة العالمية للصحة لم تكيف أجهزتها ، ومن خلالها الدول ، للتصدي لمثل هذه الحالات ، ويبين عجز الدول ، ويذهب ضحايا كثر ، ويشل الاقتصاد العالمي وتتعطل الحياة .
ولفت إلى أنه لمواجهة هذا المرض وآثاره فإن الأمر يتطلب ألبسة خاصة ، وأجهزة قياس الحرارة ، وأدوية وهياكل متخصصة في الحجر الطبي ، وطاقماً طبياً مدرباً ، ووسائل النقل المتخصصة ، وغيرها من الإمكانات التي يجب أن تتوفر في مثل هذه الحالات