الثورة اون لاين – علاء الدين محمد:
بمناسبة اليوم العالمي لليوغا أقيم في قلعة دمشق مهرجان شارك فيه العشرات من مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية ..متدربين ومهتمين ..لما لهذه الرياضة من أهمية على الصعيد الفردي والمجتمعي لتنشئة شخص متوازن جسديا ونفسيا ومعرفيا
حضر المهرجان سفير جمهورية الهند الصديقة وعدد من أعضاء مجلس الشعب وجمهور من المتابعين والمهتمين ..
جريدة الثورة التقت السفير الهندي و الذي قال لنا ..
اليوم العالمي لليوغا ليس جديداً في سورية واليوم ٢١ حزيران نحتفل فيه باليوم العالمي للصحة وشعارنا اليوم اليوغا للصحة واخترنا هذا الشعار نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها العالم بسبب وباء الكورونا فعلينا أن نهتم بصحتنا أكثر من أي وقت مضى وأنا سعيد للغاية لوجود هذا العدد من المتدربين والمشاركين من الجمهور وهذا يدل على متانة العلاقة بين دولتينا وشعبينا .. والمهم أن اليوغا التي نشأت وترعرعت بذورها في الهند بدأت بالانتشار في كل أنحاء العالم ..ومنذ ٣ أيام ونحن نقوم بهذه الاحتفالية ..كنا بالسويداء وقبلها في حمص والآن في العاصمة دمشق ..نقدم جزيل الشكر لوزارة الخارجية والمغتربين ووزارة الثقافة والقيادة السورية لنشر ثقافة اليوغا للصحة والسلام بين الشعبين الصديقين .
كما التقت الثورة اون لاين عدداً من مدربي هذه الرياضة منهم
الكوتش عفيف عبود الذي قال: نحن نحتفل للمرة السابعة منذ عام ٢٠١٥ حيث كان عدد الدول المشاركة ١٧٧ دولة من أصل ١٩٣ وفي عام ٢٠١٦ أصبح العدد ١٩٢ دولة تحتفل فيه وجميع الدول متفقة على أهداف اليوغا وغايتها التي تتحدث عن السلام والحب والانسانية ..وتتعامل مع الشخص كإنسان بتجرد عن كونه طبيب او موظف أو زوج أو أي صفة أخرى أي انسانية الشخص والعالم يلتقي في هذا الجانب ..كل هذا الكم من الدول وافق على مبادئ اليوغا لما تحمله من قيم وأفكار إيجابية ،والتمارين الرياضية هي جزء من مجموعة تقنيات نحصل بموجبها على الصحة والسعادة .. الصحة الجسدية والنفسية وتعريف الصحة هنا ليس بغياب المرض بل بالتكامل الجسدي والروحي والفكري واليوغا تنظر الى الشخص من هذا المنطلق ..روح وفكر وجسد ..اي التكامل بين هذا الثالوث يحدث توازنا ..وتعلمنا تغيير عادات بتقنيات معينة للحصول على الشفاء .
كل مرض له علاج باليوغا إلا الحوادث الإسعافية التي تستدعي تدخلا جراحيا وسريعا ..فهي تشفي من أمراض العصر .. القلق ..الاكتئاب ..القلب ..الضغط وغيرها والتي تنتج عن عادات خاطئة والعلاج هو بتغيير تلك العادات وهذا ماتوفره اليوغا.
اختار السفير الهندي الأماكن الأثرية كقلعة دمشق وقبلها المدرج الروماني بالسويداء وكنيسة أم الزنار في حمص للتذكير بتقارب الحضارات بين الشعبين وهذا يدل على التلاقي الحضاري والانساني بين الشعوب .
وحول تأثير الكورونا على نشاط تلك الرياضة ..قل الاندفاع ولكن كان من أهم تقنياتها التنفس وهو مايزيد نسبة الأكسجة ويرفعها وهذا ماساعد الكثيرين مما يمارسونها على تجنب الاصابة بالكورونا .
وقد دعم الاتحاد الرياضي في سورية تلك الرياضة لما لها من فوائد صحية وهناك لجنة برئاسة الأستاذ مازن عيسى . ولكن هذا النشاط اليوم هو بدعم من السفارة الهندية ..وبشكل عام اليوغا كمدخل هي طريقة واعية لتطوير الفرد على المستوى الجسدي والفكري والروحي والاجتماعي والعاطفي وهي رياضة وفلسفة توجه التركيز على النظر الى أي مشكلة ..بمقدار حجمها أي لا نضخم الأمور والقدرة على التعامل مع أي صعوبة لأننا نكون متوازنين على كل المستويات أي نتعامل مع الأمور كما هي ..
أما الكوتش صفاء سكيكر فقد تحدثت أيضا عن تلك الاحتفالية حيث أوضحت ان اختيار بعض الأماكن الأثرية للقيام بالنشاط بناء على طلب السفير الهندي ..واليوم اللقاء بقلعة دمشق وما تحمله من معالم تدل على حضارة سورية العريقة، حيث الكورونا لم تؤثر كثيرا على تلك الرياضة بل على العكس التمارين تزيد من أداء الرئتين وقد زاد العدد والإقبال عليها لأنها ترفع المناعة ومن لم يستطيع الحضور كنا نرسل له التمارين على اليوتيوب .. وبينت أن لديها ١٠ سنوات من الخبرة التدريبية في هذا المجال فهي تؤدي لاتباع نمط حياة أفضل كما تفيد بعلاج بعض الأمراض كالمفاصل والعمود الفقري والرقبة وتعتبر الأولى في معالجة تلك الأمراض ..
من ناحية ثانية نفسية ،إذ تعالج القلق والاكتئاب والتوتر أيضا ،وتمنح ممارسها سلام داخليا ،فهي ليست قاسية والمبدأ هنا هو أن تمارس حسب قدرات الجسم ومع التمرين تصبح سهلة .
بينما المشاركة في المهرجان المهندسة ميسون عيسى فقد ذكرت : ان ضغط المسؤوليات والانشغال بهموم الحياة والعمل ومشاكل الأسرة يخلق فينا مع مرور الزمن شعورا بالأسر والملل والكآبة ، لذلك يزداد احتياجنا الى فرصة نمارس فيها نشاط من شأنه أن يمدنا بالطاقة ويعطينا الاحساس بالرضا وأننا بخير نفسياً وبدنياً ،ويساعد في الوقاية من الأمراض التي تنجم عن ضغوطات الحياة، وأعتقد أن اليوغا من أفضل الرياضات التي تناسب جميع الأعمار وتؤدي هذا الغرض ،هي فرصة للاهتمام بأجسادنا فهي منازل الروح وعلينا أن نمنحها القليل من الوقت للصيانة والدعم ،علينا أن نصغي لنبض قلوبنا ولتواتر أنفاسنا ،وأن نمدد العضلات المتشنجة بسبب لهاثنا الإجباري وراء الروتين اليومي وهذا ملخص وفكرة هذا النشاط . ممارسة اليوغا تدفعنا لاختبار صداقات جديدة خارجة عن نمط مجاملات العمل وغيرها من العلاقات التي يفرضها المحيط الاجتماعي، وتفسح المجال لمتعة المشاركة الوجدانية والتواصل الروحي من خلال ممارسة نشاط محبب ضمن مجموعة منسجمة لها نفس الاهتمام والشغف .