“سجما”.. أمل جديد لضحايا الصدمات النفسية وإعادة الاندماج المجتمعي

الثورة – ناديا سعود:

منذ تأسيس الجمعية الطبية السورية الألمانية “سجما” قبل نحو أربعة أشهر، وضعت الجمعية نصب عينيها تنظيم العمل الطبي التطوعي بشكل احترافي من خلال تقسيم الأعضاء إلى لجان اختصاصية، حيث يعمل كل عضو ضمن مجاله وخبرته بما يحقق تنفيذ أهداف الجمعية على أرض الواقع بكفاءة عالية.
ومن بين هذه اللجان، برزت لجنة الدعم النفسي والاجتماعي، التي تضم نخبة من الأطباء النفسيين (الاستشاريين، الأخصائيين، الأطباء في مرحلة الاختصاص)، إضافة إلى معالجين نفسيين مدربين وحاصلين على شهادات وخبرات علاجية من ألمانيا، ما يضمن مستوى مهني عالٍ في تقديم الخدمات النفسية.

تطوير ورفع الصحة النفسية
عضو مجلس الإدارة الدكتور عبيدة بطه، منسق لجنة الدعم النفسي والاجتماعي في الجمعية أوضح لـ”الثورة”، عبر اتصال من ألمانيا، أن الهدف الأساسي من عمل اللجنة هو الإسهام في إعادة تطوير ورفع سوية قطاع الصحة النفسية في سوريا، خصوصاً في ظل الانهيار الذي أصابه نتيجة سنوات الحرب وما رافقها من صدمات نفسية حادة طالت المعتقلين المحررين وذوي الشهداء والمعتقلين، إلى جانب الأطفال والنساء الذين تعرضوا لفقدان أو مشاهد قاسية خلفت آثاراً نفسية عميقة.
وأشار الدكتور بطه إلى أن القطاع النفسي في سوريا كان مهمشاً حتى قبل انطلاق الثورة السورية في عام 2011، إذ ارتبط في أذهان كثيرين بمفاهيم مغلوطة تختزل المرض النفسي في “الجنون” أو الاضطراب العقلي الشديد، مع إغفال حقيقة أن التعرض لضغوط أو صدمات قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية بحاجة إلى تدخل علاجي ودعم احترافي.
وأضاف: إن ظروف الحرب خلقت طيفاً جديداً من الأمراض النفسية، منها الإدمان واضطرابات ما بعد الصدمة، التي باتت تستدعي جهوداً هائلة على مستوى التوعية والعلاج، في وقت يعاني فيه القطاع من ضعف البنية التحتية وقلة الموارد وسوء الأوضاع الاقتصادية.
ومن أبرز نشاطات لجنة الدعم النفسي والاجتماعي، كان تنظيم تدريب إلكتروني عن بعد عبر منصة Google Meet استهدف عدداً من الداعمين النفسيين والاجتماعيين العاملين في الداخل السوري، ومن عدة محافظات مثل حلب، إدلب، حمص، ودمشق، حيث ركز التدريب على مبادئ الإسعاف النفسي الأولي للحالات النفسية الحادة الهدف كان تأهيل العاملين في الصفوف الأمامية ليتعاملوا مع الحالات الطارئة بمهنية منذ اللحظة الأولى للتواصل مع المريض.

نقل الخبرات
كما قامت اللجنة بعدة اجتماعات ولقاءات لمناقشة أفكار ومشاريع تدريبية قيد الدراسة حاليًا، من بينها مشروع تدريب متخصص يستهدف الأطباء والمعالجين النفسيين العاملين في سوريا، بهدف نقل الخبرات المكتسبة من النظام الصحي النفسي الألماني، الذي يتميز بوجود منظومة متكاملة تجمع الأطباء النفسيين والمعالجين والداعمين الاجتماعيين تحت مظلة واحدة.

تحديات كبرى
وأكد عضو مجلس إدارة الجمعية أن إحدى التحديات الكبرى تكمن في غياب التمييز الواضح بين مفاهيم الدعم النفسي، العلاج النفسي، والرعاية الاجتماعية في السياق السوري، ويسعى التدريب المرتقب إلى توضيح هذه المفاهيم وتقديم الخطوط الأساسية للتعامل مع اضطرابات ما بعد الصدمة تحديداً.
وأشار إلى أن من الأهداف المستقبلية للجمعية السعي لإدخال مفهوم التدريب المهني الأكاديمي للمعالجين النفسيين ضمن النظام الطبي التعليمي في سوريا، بما يتماشى مع المعايير العالمية لممارسة العلاج النفسي بشكل مهني ومنظم.
وفي سياق متصل، قامت الجمعية بزيارات ميدانية إلى الداخل السوري التقت خلالها بعدد من الأطباء النفسيين ومسؤولي المؤسسات الصحية، وعلى رأسهم الدكتور يوسف لطيفة، رئيس قسم الطب النفسي في جامعة دمشق ورئيس قسم الطب النفسي في مستشفى المواساة، بهدف تقييم الاحتياجات ووضع تصور شامل للتحديات التي يواجهها قطاع الصحة النفسية محلياً.

نقص حاد
واختتم د. عبيدة بطه حديثه، بالتأكيد على أن الجمعية تسعى بالتنسيق مع وزارة الصحة السورية وعدد من المنظمات المحلية والدولية, لتوحيد الجهود والعمل تحت مظلة مشتركة، تجنباً لتكرار الجهود وضمان معالجة الملفات المهملة، وعلى رأسها ملف الإدمان الذي يعاني من نقص حاد في الموارد والخدمات.
وكشف أن الفترة القادمة ستشهد تنظيم مشروع تدريبي علمي يتضمن جلسات استشارية وعلاجية مباشرة، وورشات عمل عملية للأطباء والمعالجين النفسيين بهدف تعزيز كفاءة الكوادر الطبية السورية في التعامل مع الأزمات النفسية المعقدة.

آخر الأخبار
"أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد