الثورة – سامر البوظة:
بهدوئه المعهود ولغته الواثقة أطل السيد الرئيس أحمد الشرع مساء أمس في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية راسماً بكل شفافية ملامح المرحلة المقبلة برؤية متكاملة وواضحة، مشيراً إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة من أجل الإصلاح في مختلف المجالات والبناء وإعادة الإعمار، مؤكداً أن سوريا تبنى بشكل صحيح والتحسن سيراه الناس في كل شهر، ولكن الموضوع يحتاج إلى الصبر والثقة والموضوعية في الطرح.
حديث الرئيس الشرع حمل في ثناياه العديد من الرسائل التطمينية إلى الداخل والخارج معاً، ففي الشأن السياسي والدولي أوضح السيد الرئيس أن سوريا أعادت بناء علاقاتها الدولية والإقليمية بسرعة كبيرة واستطاعت من خلال الدبلوماسية القوية التي عملت عليها خلال الأشهر الماضية أن تحقق نسيجاً من هذه العلاقات، مؤكداً أننا لا نريد أن نكون مع أي دولة في العالم بحالة من القلق والتوتر، فسوريا تبحث عن الهدوء التام في العلاقات مع كل دول العالم والمنطقة وهذه سياسة واضحة منذ اللحظات الأولى, مشدداً على أن تبنى هذه العلاقات على أساس سيادة سوريا واستقلال قرارها وأن تكون مصلحة سوريا أولاً.
وأشار الرئيس الشرع إلى أن سوريا استطاعت أن تبني علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأميركية ومع الغرب ومع دول الإقليم وأن تحافظ على علاقات هادئة ومتوازنة مع روسيا، مبيناً أن هناك روابط وثيقة بين البلدين منذ نشأة سوريا عام 1946 ويجب المحافظة عليها.
وفيما يخص الوضع مع إسرائيل أوضح السيد الرئيس أن سوريا أبدت التزامها باتفاق 1974 وراسلت الأمم المتحدة وطلبت من قوات الإندوف أن تعود إلى ما كانت عليه ويجري تفاوض على اتفاق أمني حتى تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل 8 ديسمبر، وحول الاعتداءات المتكررة بين الرئيس الشرع أن إسرائيل اعتادت أن تعالج مشاكلها الاستخباراتية وفشلها الأمني في بعض الأحيان بأن تستخدم عضلاتها في الحذر الزائد في المخاوف الأمنية, مشيراً إلى أن إسرائيل كان لديها مخطط لتقسيم سوريا وكانت تريد لها أن تكون ميداناً للصراع وتصفية الحسابات مع الإيرانيين أو ما شابه وتفاجأت من سقوط النظام, وبعض سياساتها تدل أنها حزنت عليه.
أما في الشق الداخلي والاقتصادي الذي أولاه السيد الرئيس اهتماماً بالغاً أوضح الرئيس الشرع أن الدولة سارت منذ اللحظات الأولى تحت مبدأ حماية الناس والسعي في أرزاقهم، وذلك بالتوازي مع البدء بعمليات الإصلاح والتي استهدفت بشكل مباشر المنظومة القضائية والمنظومة التعليمية وتطوير الموارد البشرية لما لذلك من أثر بالغ على الاقتصاد، بالإضافة إلى أن هناك قطاعات كثيرة يتم العمل عليها في آن واحد لبناء البنية التحتية التي ينهض عليها الاقتصاد في سوريا، مع التأكيد على الاستفادة من تجارب الدول المحيطة ودمجها مع المعطيات الموجودة داخل سوريا ثم البناء عليها بمشاريع اقتصادية, وأكد الرئيس الشرع على أهمية الاستثمارات الخارجية التي توفر فرص عمل كثيرة للبلد, فحركة الاستثمار وحركة المال داخل سوريا تنعكس على كل القطاعات, وانفتاح سوريا على الاستثمارات الخارجية يوفر لها أيضاً أسواقاً خارجية, كما نوه السيد الرئيس إلى أهمية “صندوق التنمية “ودوره الكبير في عملية البناء وإعادة الإعمار وفي مساعدة اللاجئين والنازحين من المخيمات, موجهاً رسالة واضحة إلى كل العالم بأن سوريا لن تعيش على المساعدات أو القروض المسيسة.
وحول أحداث السويداء والوضع شمال شرق سوريا والخلاف مع “قسد”, دعا الرئيس الشرع للملمة الجراح والانطلاق في حلة جديدة، مؤكداً أن سوريا لا تقبل القسمة ولن تتنازل عن ذرة تراب واحدة، وأي طموح في استقلال أو ما شابه سيبقى بعيد المنال، وهذا تاريخياً جرب خلال المئة سنة الماضية، والتقسيم يورث العداوة.
وختم السيد الرئيس حديثه بالقول: “عندي مشاعر من الحب فياضة تجاه السوريين، وكما أكرمنا الله بالتحرير سيكرمنا بحل مشاكلنا بشكل متدرج وفعال ليمس كل بيت في سوريا”.