الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي  

الثورة – فاديا هاشم : 

انتشرت في الآونة الأخيرة حمى التنافس بين النساء والفتيات وانتقلت الحالة من الرغبة والتمني إلى حالة الإدمان والهوس بتغيير الملامح العامة لشكل الوجه أو الجسد  .

فلم يعد التجميل مجرد لمسة أحمر شفاه أو ترتيب شعر قبل مناسبة، بل أصبح مشروعاً مستمراً لإعادة تصميم الوجه والجسد. في العيادات المنتشرة حيث تتزاحم الكثير من  النساء وحتى المراهقات لإجراء عمليات تكبير وتصغير وتعديل، بحثًا عن «الكمال» الذي لا وجود له.

وللاطلاع أكثر على هذا الجانب  أوضحت الدكتورة افتخار حجة اختصائية التجميل (أنف اذن حنجرة )  إن التجميل هو طب وجراحة يحتاج لكثير من الدقة والفن لما تخلفه من نتائج تؤدي إلى تغير الملامح بشكل عام ٠

وبالتالي تختلف هنا أهداف الراغبين والراغبات في إجراء التجميل بين الحاجة والمعالجة، أو مواكبة إغراءات العمر ومتطلباته الترميمية٠ وأشارت الدكتورة حجة أنه يوجد فرق كبير بين سيدات يسعين لمحاولة إخفاء أثار التقدم بالعمر عند الحاجة فقط ، وسيدات وصبايا بأعمار صغيرة  يسعين  لإجراء عمليات أو حقون لمحاولة  تقليد أعمى والظهور أمام المجتمع  بحلة جديدة مايدفع هؤلا،  بشكل متكرر  ومستمر إلى العيادات أو المراكز التجميلية ، وكثير منهن كما ذكرنا بأعمار صغيرة يعشن أزمة مقارنة ،حيث تطلب الشابة  شكل معين لإحدى  الفنانات والمشاهير ،حتى تصبح الملامح متشابهة ٠ وهذا أمر مبالغ به  يقلق تلك الفئة العمرية، وبالمقابل أيضا هناك شباب ورجال يقصدون عيادة التجميل ولكن لايخرجون عن المألوف ،وإنما للحاجة والمعالجة فقط .

ضرورة وليس عيبا

اختصائية التجميل أكدت  إن الاعتناء بالجمال ضرورة  وليس عيبا ، لكنه عندما يصبح هوسا ويتحول إلى قيد في حياة النساء، وبعيدا كل البعد عن المألوف هنا تكمن الخطورة، داعية بالمقابل بألا نلقي اللوم على رغبة هذه السيدة أو تلك في أن تبدو جميلة ، فالجمال جزء من فطرتها الإنسانية .

واذا ما سألنا متى يتحول السعي للجمال إلى استلاب الهوية؟ الجواب،حين تصبح الملامح متشابهة ، والوجوه نسخة من نموذج واحد مستورد من ثقافات أخرى،حينها نفقد التنوع الذي كان سر سحر المرأة في عالمنا العربي ، حيث كان الجمال في الوعي العربي مرادفا للذوق والرقي والتناسق الطبيعي.

فالمرأة كانت تضع لمستها بخفة، وتعتبر الزينة جزءا من ثقافتها اليومية لا أكثر. لكن المشهد تغيّر، وتحول “التجميل” من فعل بسيط إلى هوس اجتماعي عابر للطبقات والأعمار، تغذيه إعلانات براقة، ومؤثرات على منصات التواصل، وصناعة تجارية ضخمة لاتحمد عقباها .

آخر الأخبار
دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية