الثورة – فادية مجد:
التحول السياسي في المشهد السوري، بات ملموساً بعد القرار الدولي برفع العقوبات عن شخصيات بارزة في سوريا، وعلى رأسهم سيادة الرئيس أحمد الشرع، ووزير الداخلية أنس خطاب.
هذا القرار لا يُقرأ بمعزل عن السياق الدبلوماسي الذي انتهجته دمشق بعد سقوط النظام المخلوع، والذي اتسم بالهدوء، والانفتاح، والابتعاد عن التصعيد.
إعادة بناء الثقة الدولية بسوريا كدولة مسؤولة وفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي، تعكس نجاحاً دبلوماسياً يستحق التوقف عنده.

وفي هذا الإطار، قدم الدكتور براء خالد هلال الخبير في الشؤون الدولية، رؤيته الخاصة لصحيفة الثورة، محللاً أبعاد القرار وانعكاساته على موقع سوريا السياسي، ونهجها في إدارة علاقاتها الخارجية.
إذ أفاد أن رفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، ليس قراراً إدارياً بحتاً، بل هو اعتراف ضمني من المجتمع الدولي بانضباط سلوك الدولة السورية في معاملاتها الدولية، وتقدير للنهج البنّاء الذي تبنته دمشق بقيادة الرئيس الشرع، والذي لا يعتمد على ردود أفعال انفعالية، بل يمارس صبراً استراتيجياً، متجنباً المواجهات المباشرة، ومفضلاً التفاوض الهادئ والتواصل الذكي.
وأضاف: إن القرار يساهم في إعادة بناء الثقة الدولية، ويعكس تحسناً في نظرة الأطراف الدولية لسوريا كفاعل سياسي مسؤول، وهذا يعزى إلى أداء الدبلوماسيين السوريين، الذي اعتمد خطاباً متوازناً في المحافل الدولية، ركز فيه على السيادة والحقوق السورية من دون استفزاز.
ولفت إلى انتقال هذا القرار بموقف الحكومة السورية من المواجهة إلى الحوار، ومن مرحلة عزلة دولية قاسية إلى مرحلة حوار مع الفاعلين الإقليميين والدوليين، كما جاء بعد قرار سوري داخلي بإعادة تعريف موقع سوريا ودورها من خلال لغة التعاون لا التحدي، من دون التنازل عن الثوابت.
وأكد الدكتور هلال أننا نلاحظ أن الخطاب السوري، كما تجلى مؤخراً، أصبح أكثر استقلالية من دون أن يصنف تابعاً لأي محور، وهذا ما جعل الشركاء ينظرون إلى سوريا كـرأس دولة، لا “ذيل محور”، الأمر الذي أسهم في إعادة قنوات الاتصال وفتح ملفات الشراكة.
أما على صعيد الأشخاص، فإن رفع العقوبات عن الرئيس أحمد الشرع، يظهر أن العالم بدأ يتعامل معه كشخصية دولية جديرة بالاحترام، وهو ما يعزز من قوة موقفه داخلياً وخارجياً.
وختم الدكتور هلال بالقول: رفع العقوبات ليس نهاية المعركة، بل بداية مرحلة جديدة من التفاعل الدبلوماسي، تؤكد نجاح النهج السوري في الانتقال من العزلة إلى الشراكة، ومن الصراع إلى التفاوض، ومن التهميش إلى التأثير، تحت مظلة دبلوماسية عاقلة تحمي السيادة من دون استفزاز.