الثورة – فردوس دياب:
في قلب المعاناة، تزهر أجمل مبادرات الخير والتكافل، حيث يجتمع الشباب والشابات تحت مظلة جمعية “روح” و”سند الشباب” ليصنعوا فرقاً يملأ القلوب حياة وأملاً ،

فمعرض “روح الشام” ليس مجرد سوق عادية، بل هو منصة أمل يعرض فيها أصحاب المشاريع الناشئة بضائعهم ، مقابل تبرع بنسبة 30% من أرباحهم لدعم كفالة الأيتام.
آراء الزوار
السيدة رهف حميدي، تقول: إنها أول مرة تزور معرضاً يجمع بين العمل الخيري والإبداع الحقيقي ، حيث المنتجات متنوعة وأسعارها معقولة، خاصة أن جزءاً من ثمن الشراء يذهب لدعم الأيتام.
من جهته تحدث الشاب ياسر الحسن، وهو طالب جامعي عن الفعالية بالقول: لقد أذهلتني تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد ، فاشتريت سلسلة للمفاتيح بتصميم مميز مبيناً أن المعرض أثبت أن شباب سوريا لديهم طاقة إبداعية هائلة تحتاج فقط إلى دعم ومساحة لعرض إبداعاتهم.”
أما فاطمة زيدان ، فقالت بدورها إنها تفاجأت بجودة المنتجات اليدوية وروعة التصاميم، ما دفعها لشراء صينية يدوية الصنع، مضيفة أن ما أثار إعجابها أكثر هو قصص الشباب الناجحة رغم التحديات، وهذا ما أعطاها ـ حسب قولهاـ أملًا في مستقبل أفضل.”
بينما أبدت سهام العبد إعجابها بفكرة دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية، مشيرة الى أنها اشترت إكسسوارات من قمر ستور كانت شبيهة بالذهب بأسعار معقولة، مؤكدة أن مثل هذه المعارض تعيد الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعنا وتشعرنا بأننا أسرة واحدة.”

روح التكافل
السيدة “لمى قشاش” المسؤولة الإدارية في جمعية “روح” قالت:” كنا مجموعة أشخاص كعائلة واحدة نساعد بعضنا البعض، لكن سرعان ما تحول ذلك إلى مصدر رزق ومشاركة فعلية، مشيرة إلى أن مشاركتها وابنتها في البازار تأتي كدعم للشباب، معربة عن سعادتها بالمبيعات “الجيدة ، و أن جزءاً من أرباحها يذهب كتبرع لهذه القضية النبيلة.
أما”ملاك” ـ صاحبة مشروع متخصص في الطباعة ثلاثية الأبعاد، فأوضحت أنها تعمل على تصميم أحرف وأسماء وشكلات مفاتيح، معربة عن أملها في التعريف بهذه التقنية الحديثة، رغم التحديات التي تواجهها في ذلك.
بدورها “أريج غرة” بينت أنها تشارك في ركن للمنتجات اليدوية، وهو عبارة عن تصميم لوحات هاند ميد وصوانٍ” معبرة عن إعجابها بالبازار واصفة إياه بـ”الجميل والمتعوب عليه”، رغم التحديات التي تواجهها في تسعير منتجاتها اليدوية التي تطلب جهداً وتكاليف عالية، ما يجعلها تبدو غالية في نظر بعض الزبائن.
عناية متكاملة
أما “بيان دوامنة” وهي صاحبة مشروع “كوزمتك” المتخصص في مستحضرات العناية بالبشرة والشعر والجسم فأكدت أنها تشارك للمرة الأولى في مثل هذه الفعاليات، حيث أكدت “هذا أول بازار لها وقد لاقى الإعجاب والاقبال والشراء، معبرة عن تفاؤلها بهذه الخطوة.
من جهتها “سلام العلي”، متطوعة مع فريق “سند” وجمعية “روح” في هذه الفعالية المشتركة ،كمسؤولة عن المبيعات للمساعدة في جمع التبرعات، والتي هي ٣٠% من ريع أصحاب المشاريع الموجودين بالبازار.
بداية وطنية
وبينت إحدى المشاركات، وهي صاحبة متجر “قمر ستور” للإكسسوارات، تروي قصتها بالقول: رجعت من إسطنبول منذ سنة تقريباً، وأحببت أن أقدم شيئاً مميزاً وجديداً” وقررت أن أبدأ مشروعي في وطني سوريا بعد محاولات فاشلة في إسطنبول، وعبرت عن أملها بأن تكون البداية من أرض الوطن ناجحة ومثمرة.
ويمثل معرض”روح الشام” نموذجاً حياً للتكافل المجتمعي في سوريا، حيث تتحول التحديات إلى فرص، والأفكار إلى مشاريع ناجحة، والأرباح إلى دعم لأكثر الفئات احتياجاً، إنه يؤكد أن العطاء والإبداع لا يتوقفان رغم كل الظروف.