الثورة – منهل إبراهيم:
في خطوة تشكل تصعيداً جديداً في سياسة التضييق ضد المدنيين، أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً بوابة حديدية على طريق الحميدية- الصمدانية الغربية في ريف القنيطرة الجنوبي، لتضاف إلى بوابة مشابهة نصبتها سابقاً قرب قرية الرواضي.
ويرى الأهالي أن هذه الإجراءات تمثل محاولة لـ “خنق القرى السورية” القريبة من الجولان المحتل، حيث أثارت البوابة الجديدة غضباً شعبياً واسعاً، إذ تسببت في عزل قرية الصمدانية وفصلها عن جارتها الحميدية.

وفي حديث خاص لصحيفة الثورة أكد الباحث والمحلل السياسي مضر حماد الأسعد مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، أن إقامة البوابات الحديدية هو “انتهاك واضح لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974.
وقال الباحث مضر الأسعد: “لا شك أن العربدة الإسرائيلية والاستباحة للأراضي السورية هو من أجل تشكيل ضغط سياسي وحتى عسكري وأمني على الحكومة السورية من أجل تقديم بعض التنازلات وخاصة قبل زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ولقاء الرئيس الأميركي، والجميع يشير إلى أن اللقاء مع الرئيس الأميركي سيكون في إحدى فقراته التطرق إلى موضوع فض الاشتباك مع “إسرائيل” الموقع عام 1974مع إجراء بعض التعديلات عليه والموافقة عليه حالياً، وهذا الموضوع “إسرائيل” تبحث عنه ليصار إلى اتفاق أمني وعسكري وسياسي مع الحكومة السورية وفق شروط اتفاق فك الاشتباك، مع بعض التعديلات التي تجدها إسرائيل مفيدة لها”.
وأضاف الأسعد أنه بشكل عام مطامع “إسرائيل” موجودة في الأراضي السورية وخاصة بعد سقوط نظام الأسد لأن “إسرائيل” كانت تعتبر نظام الأسد حامي حدودها في الشمال والجولان، فمنذ عام 1974 وحتى سقوط نظام الأسد لم تطلق طلقة واحدة باتجاه “إسرائيل” وقواعدها ومستوطناتها.
وأوضح الأسعد أن الانزعاج الإسرائيلي كان ظاهراً على أرض الواقع، فمع سقوط نظام الأسد أقدمت “إسرائيل” على تدمير البنى الأمنية والعسكرية في سوريا، والتسريبات الإعلامية تقول إن النظام قدم لها كافة خرائط المواقع والنقاط العسكرية السرية والعلنية والمواقع الأمنية وترسانة الأسلحة التابعة للنظام، فقامت “إسرائيل” بتدميرها.
ولفت الأسعد بالقول إلى أن الضغط من قبل “إسرائيل” عاد من خلال استباحة الأراضي السورية من أجل الحصول على امتيازات تعتبرها مكاسب كبيرة، والتدخل في الشأن السوري من أجل إضعاف سوريا، حيث تنظر “إسرائيل” إلى سوريا بأنها دولة يجب أن تبقى ضعيفة ومنزوعة السلاح وغير قادرة على فرض الأمن والأمان والاستقرار في سوريا وبالتالي سينعكس ذلك سلباً على عملية إعادة الإعمار والاستثمار.
وبين الأسعد أن القيادة السورية حالياً بحكمة وبتعاون مع الأشقاء والأصدقاء تسيطر على الموقف وتعمل على معالجة الانتهاكات الإسرائيلية سياسياً.
وأشار الأسعد إلى أن “إسرائيل” تسعى لأن تكون المنطقة في جنوب سوريا وخاصة المحاذية لحدود الجولان خالية من السكان، وهي تعمل على ذلك من خلال قطع الأشجار، وردم الآبار، التي يستفاد منها في الزراعة، وهذا يجعل المنطقة مكشوفة للاحتلال لمراقبة التحركات، في خطوات عدوانية، يقابلها الأهالي بمقاومة ومواقف رافضة وشجاعة، تزعج الاحتلال الإسرائيلي.
وشهد مطلع تشرين الثاني الحالي اعتراض أهالي القنيطرة لدورية إسرائيلية، حيث رشق الأطفال الجنود بالحجارة، ما دفع قوات الاحتلال إلى إطلاق النار في الهواء لتفريق المحتجين.
ويحمّل الناشطون والأهالي المجتمع الدولي مسؤولية صمته، الذي يشجع “إسرائيل” على التمادي في خروقاتها وتجاوز اتفاقية فض الاشتباك.