الثورة – راما نسريني :
يفترشون الشوارع بلا سقف ولا جدران، في الغالب لا تراهم يتسولون لقمة العيش، لكن ثيابهم الرثة وشكلهم المتعب يوحي لك بالكثير،

وإن لم تنطق ألسنتهم.البعض يعتبره أحد أساليب التسول المقنع، والآخر يعزو تلك الحالات لتدني المستوى المعيشي وقلة ذات اليد، وتضاؤل فرص العمل، وخاصة لتلك الفئة من المجتمع ممن لم يحظوا بفرصة تعليم جيدة أو تعلم حرفة ما.
عائلات بالكامل “تعمل العائلة بالكامل في النبش بالحاويات، وعند المساء ينامون في حديقة مجاورة تحت الشجرة”في حديثه لـ “الثورة”، أشار محمد كرزون أحد سكان حي الصاخور، إلى أن تلك الأسرة المكونة من أربعة أفراد لا تعمد للتسول، وإنما نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية وغلاء أجار المنازل، فقد وجدوا أنفسهم في الشارع من دون مأوى.
وبيّن أن العائلة تعمل طوال اليوم لتأمين لقمة العيش، وبالطبع، فإن الأطفال لا يحظون بفرصة للالتحاق بالمدارس، أسوةً بأقرانهم من الأطفال، إنما يُجبرون على العمل لتأمين أدنى مقومات الحياة.
وتابع: إن تلك العائلة ليست حالة فردية، إنما الأمر قد يرتقي لمستوى الظاهرة التي انتشرت في شوارع المدينة بشكل ملفت للنظر، منوهاً بضرورة التدخل السريع من قبل الجهات المعنية لمتابعة الأمر، وتقديم الدعم اللازم لتلك الفئة، عبر تأمين مراكز خاصة لإيواء المشردين، وخاصةً أننا مقبلون على فصل الشتاء، ومن غير الإنساني أن يعيش المواطن في ظروف كهذه، وفقاً لتعبيره.
بدوره، أكد أدهم العلي لـ “الثورة”، أنه في طريق ذهابه للعمل يومياً، يصادف العديد من المتشردين في الحدائق المجاورة لساحة سعد الله الجابري، مشيراً إلى أن الأمر يحتاج لتضافر الجهود بين الشؤون الاجتماعية والجمعيات الإنسانية، للعمل على الحد من تلك الظاهرة، ومحاولة مد يد العون لكل محتاج.
لا صدى إجابة !
صحيفة الثورة تواصلت مع مديرية الشؤون الاجتماعية، لمزيد من التفاصيل حول المساعدات المقدمة لتلك الفئة، وللوقوف على خطط المديرية للحد من تلك الظاهرة، لكن الأخيرة لم تُدلِ بأي تصريح أو معلومة حول الأمر حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.
ليبقى السؤال يطرح نفسه: هل ستعيش تلك الفئة المعدومة شتاءً بلا سقف ولا مأوى أم أننا سنشهد في الأيام المقبلة خطوات عملية للحد من تلك الظاهرة ؟.