الثورة – فؤاد العجيلي:
تتواصل حملة تجهيز وتأمين المقاعد المدرسية لمدارس محافظة حلب، انطلاقاً من السعي لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للطلاب،

تعزز العملية التربوية وتشجع على التعلم. وذلك في خطوة تعتبر تعزيزاً للتعاون بين مديرية التربية والتعليم في حلب، ومبادرة ” لعيونك يا حلب”.
في ورشات العمل المنتشرة بين ثانويات ومعاهد التعليم المهني، تجسدت صورة ناصعة للتعاون المجتمعي، حيث انضم معلمو الحرف وطلاب التعليم المهني ليكونوا جنباً إلى جنب في خطوط إنتاج واحدة، تخرج منها مقاعد مدرسية متقنة الصنع، جاهزة لاستقبال الطلاب.
إعمار حلب مسؤوليتنا
من قلب الورشات المدرسية، أكد رئيس قسم النجارة والزخرفة بسام رمضان، أن تجهيز المقعد يمر بمراحل عدة، بدءاً من الخشب الخامي وصولاً إلى المقعد الجاهز، وفق المواصفات القياسية المعتمدة، وذلك بمشاركة بين معلمي الحرف والطلبة، حيث تعتبر مشاركة الطلبة في هذا العمل من صلب العملية التعليمية التي تتألف من القسم النظري والتطبيق العملي.
من جانبه، أضاف معلم حرفة النجارة مؤمن لبنية: إن هذا العمل واجب وطني، ورسالة نوجهها للأجيال بأن العمل اليدوي شرف، وإعمار حلب مسؤولية نتحملها جميعاً.
بدوره، يضيف رئيس شعبة التوجيه، الاختصاصي المهني في “تربية حلب” المهندس زياد محمد رجب: تعتبر حرفة الإنشاءات المعدنية الركيزة الأساسية في تصنيع وتجهيز المقعد المدرسي، ومن هنا كان معلمو حرفة تشكيل المعادن والحدادة مع طلابهم شركاء حقيقيين في هذه العملية إلى جانب زملائهم في مهنة النجارة، ليقدموا في النهاية مقعداً دراسياً لأبنائنا في كافة مدارس المحافظة، ونشعر بالفخر ونحن نرى جهودنا تتحول إلى مقاعد تساهم في تعليم آلاف الطلاب، وهذه المبادرة تثبت أن المعلم شريك أساسي في بناء البيئة التعليمية.
نفخر بالعطاء
طلاب التعليم المهني، عبّروا عن حماسهم لهذه التجربة التي شكلت جسراً بين الدراسة والتطبيق.
يقول طالب النجارة يوسف آلاتي: أشعر بسعادة غامرة وأنا أرى يداي تصنعان مقعداً سيخدم طلاباً مثلي، وقد طبقت كل ما تعلمته، واكتسبت ثقة كبيرة بمهاراتي.
بينما يؤكد زميله عبد الله الأحمد: لم أتخيل أن مشاركتي في صناعة مقعد مدرسي ستمنحني هذا الفخر، نثبت كطلاب تعليم مهني أن لدينا قدرات تساهم في إعمار مدينتنا، اليوم أفهم دوري في المجتمع بشكل أعمق.
وتمتد ثمار المبادرة لتبني جسور ثقة بين التعليم النظري والتطبيق العملي، وتغرس قيم الانتماء والمسؤولية في نفوس الطلاب، وتحيي روح العمل التطوعي التي طالما تميز بها المجتمع الحلبي.
حيث تشكل هذه المبادرة أنموذجاً ناجحاً للشراكة بين المؤسسات الرسمية والمبادرات المجتمعية، وركيزة أساسية في إعمار ما دمره الإرهاب، وبناء جيلٍ قادر على مواصلة مسيرة العلم والتنمية.