الثورة – فردوس دياب:
في خطوة تهدف إلى زرع البهجة في نفوس الأطفال وبناء جسور من الثقة والتقارب معهم تعمل منظمة عبر الأطلسي ضمن، فعاليتها التفاعلية أن تسعد الاطفال تحت عناوين متعددة مثل “الطباخ الصغير” داخل أحد مراكز الرعاية المؤقتة، مستهدفة الأطفال الذين فقدوا ذويهم جراء الحرب، والذين يقضون معظم طفولتهم بين جدران المركز.

المسؤولة الإنسانيّة في المنظمة إلهام الدقر، أكدت في لقاء معها، أن فلسفة الفعالية لم تكن مجرد ترفيه، بل كانت تهدف إلى “قضاء وقت جيد مع الأطفال، نتعرف عليهم ويتعرفوا علينا، ونتقرب منهم، وبنفس الوقت نقضي وقتاً مفيداً وليس ممتعاً فقط”.
وقالت :” إن الهدف كان أن يكون الأطفال هم القادة والمشاركون الفعليون في عملية الطهي”، وليس طلب الطعام الجاهز، حيث تم توفير الخضروات وألواح التقطيع والأجبان والسكاكين، حيث قام الأطفال بأنفسهم بغسل الخضروات وتقطيعها وإعداد صوص السلطة وتذوقها وتحسين مذاقها، وذلك ضمن عمل جماعي.
وأشارت الدقر إلى أن الفكرة قُدمت للأطفال في ثلاث مجموعات عمرية، وانضم للمشاركة كل من أعرب عن حبه للطبخ، موضحة أن “النتيجة كانت رائعة، حيث أعجب الأطفال كثيراً بسلطة المعكرونة التي أعدوها، ولكن الأهم كان حبهم لفكرة أنهم هم من دخلوا المطبخ وقطعوا واشتغلوا، فهو شيء جديد لم يجربوه من قبل”.

دعم عاجل
وانتقلت الدقر، والتي تعمل كأخصائية طفولة مبكرة بخبرة تصل إلى 15 عاماً، إلى تسليط الضوء على قضية جوهرية، قائلة: “أود أن أوضح أمراً مهماً جداً، فمركز الرعاية المؤقتة هو بيئة بديلة للأطفال الذين فقدوا أهاليهم خلال الحرب واضطروا لقضاء حياتهم من عمر مبكر في الطريق، ومعظمهم لا يُعرف ذووهم للأسف”.
وعبرت عن إعجابها الشديد بفريق المربين والعاملين بالمركز، واصفة إياهم بـ”الرائعين”، لكنها سرعان ما وجهت نداء استغاثة.
وحسب الدقر، فإن المركز “بحاجة ماسة إلى الكثير من الدعم المادي”، وحددت عدداً من الأولويات الملحة، كالحديقة الصغيرة التي تحتاج بشكل عاجل لإعادة تأهيل، حيث أن الأطفال يقضون معظم وقتهم داخل المركز، ويحتاجون لمساحة خضراء صغيرة للفسحة والاستمتاع بالهواء الطلق وممارسة الأنشطة مع أقرانهم، والمرافق الأساسية الحمامات تحتاج إلى دعم وتحسين، وغرف الأطفال وغرف التعليم تحتاج إلى تطوير، و مكتبة المركز بحاجة إلى دعم لتطوير محتواها.
وختمت الدقر نداءها بالقول: “أي شيء ممكن أن يرفع من مستوى المكان، فهو شيء ممتاز جداً، نحن كمجتمع سوري علينا أن نمد يد العون من أجل هؤلاء الأطفال”.
هذا وتُظهر فعاليات المنظمة عبر الأطلسي كيف يمكن للأنشطة الإبداعية أن تلمس جراح الأطفال وتزرع فيهم البهجة، بينما تبقى الحاجة إلى دعم مستمر لهذه المراكز التي تُشكل ملاذاً أخيراً لمن فقدوا كل شيء.