الثورة_ زهور رمضان :
تعدّ حالة العناد والعصبية عند الأطفال من أنواع السلوك المضطّرب، والتي تنمّ عن مشاعر النّفور والكراهية من الطفل للأشخاص المحيطين به، وقد يصدر هذا السلوك من الطفل عن وعي وإرادة، أو دون وعي فتكون تصرفاته على شكل عادة يمارسها بشكل يومي،لذلك يحتاج هذا الطفل العنيد والعصبي الاهتمام والعناية من قبل الجميع لأنه قد يؤثر على الأطفال الآخرين الذين من الممكن أن يعتبرونه قدوة لهم في كل تصرفاتهم سواء أثناء الدوام المدرسي أو مع الأسرة في المنزل.

معاناة كبيرة
تتنوع حالات العناد عند الأطفال وتختلف بين طفل وآخر فقد ترى طفل عنيد في دراسته وآخر مع أصدقائه وكل منهم يحاول أن يفرض سيطرته على الجميع بدون اهتمام لمشاعر البقية أو حتى التفكير إذا كان تصرفه صحيح أم لا ،فالمهم عنده أن يفعل ما يريد في الحياة.
السيدة صفاء حسن أكدت لنا بأن ولدها في الصف الثاني ذو طبع عنيد جدا ولا يقبل الدراسة إلا بإرادته،مضيفة أن تعليمه قد يستغرق معها أحيانا ساعات طويلة لا تتمكن فيها من الخروج من الغرفة، وهي تحاول إقناعه بالدراسة وحفظ المعلومات، لافتة إلا أنه يحصل على علامات تامة في أكثر الأحيان إلا أنها غير متفائلة فحالة العناد لديه متعبة ومرهقة لكل الأسرة وتحتاج إلى حل سليم، بحيث يستطيع الاعتماد على نفسه في أموره كلها بعيدا عن العناد والعصبية.
عناد مستمر
وبدورها أكدت السيدة هبة ابراهيم أن طفلها في الصف الأول عنيد ولا يقبل بأي شكل كتابة وظائفه وحفظ دروسه إلا بعد أن يشاهد التلفاز لساعات هذا ناهيك عن متابعة ألعاب على الجوال الذي تضطر لإعطائه له لعها تقنعه بالدراسة بعده فقد اعتاد على العصبية واستخدام الرفض في كل تصرفاته، وخاصة في أداء واجباته المدرسية فهو ينفر تماما من الدراسة ولا يهتم لعلاماته سواء أكانت ضعيفة أم جيدة، رغم أنها تستخدم معه كل أساليب التشجيع والإقناع إلا أنه يستجيب أحيانا لفترة قصيرة ثم يعود إلى نفس الوضع.

التحلي بالصبر
بينما أكدت المدرسة وئام جروا أنه عندما يكون لديها طفل عنيد في الصف، تتحلى بالصبر، وتستمع له بروية ، كما تحاول فهم مشاعره، مع الحفاظ على هدوئها فمن الضروري وضع قواعد واضحة لهذا الطفل بعد دراسة وضعه مع العائلة والمدرسة بغية إعطاء خيارات محدودة، وتشجيع السلوك الإيجابي لديه بالمدح والمكافآت بدلاً من استخدام العقوبات القاسية.
التواصل مع الأهل
فيما بينت المدرسة فائزة منصور أنها أمضت سنوات طويلة من حياتها في سلك التعليم، وقد مر على رأسها الكثير من الأطفال، منهم العنيد ومنهم الهادئ، مشيرة إلى أن الأطفال يختلفون فيما بينهم في الطباع والتصرفات ولكنها كانت تتجاوز كل هذه المشاكل من خلال فهم طبيعة كل طفل بحيث تتعامل معها بشكل سليم بالتعاون والتواصل المستمر مع الأهل، وتطبيق استراتيجيات تتضمن فهم الأسباب الجذرية لسلوكه، وتقديم خيارات له، واستخدام المكافآت والهدايا بدلًا من العقاب المباشر، والتركيز على بناء علاقة إيجابية معه من خلال الاستماع إلى كلامه ومعرفة قدراته في الصف والتفاوض معه حتى يتمكن من التخفيف من عناده وعصبيته.
أما المدرس أحمد مرعي فقد أشار : بأن الطلاب يتباينون في التفكير والتصرفات فقد تجد طفلا عنيدا ولكنه يلتزم تماما بحفظ دروسه وكتابة واجباته على عكس طالب آخر تجده يجلس في الصف هادئ ومهذب ولكنه لا يحصل على العلامات التي يحققها الطالب العنيد مضيفا أن عناد بعض الأطفال قد يكون إيجابيا إذا كان بخصوص الدراسة فالطفل الذي لا يقبل أن يضيع الوقت سدى يدل على أنه مهتم لذلك تجده عصبي ومتوتر في أكثر الأحيان.
إنواع السلوك المتوتر
وبهذا الخصوص أكدت الأختصائية الاجتماعية وفاء محمود أن حالة العناد والعصبية عند الأطفال من أنواع السلوك المتوتر، والتي قد تكون نتيجة عن مشاعر النّفور والكراهية لدى الطفل للأشخاص المحيطين به، وقد يصدر هذا السلوك من الطفل عن وعي أو دون وعي فتكون تصرفاته على شكل عادة يمارسها، ولذلك يحتاج هذا لطفل العنيد والعصبي إلى الاهتمام والعناية القصوى وعدم الاستسلام، بل الإسراع في علاج هذا السلوك، إلى جانب عدم تعويده على نيل مطالبه بكثرة البكاء والإلحاح على ما يريد، ويجب ألّا يتعمق هذا السلوك في نفس الطفل، وألّا يُكوّن تصوّراً في ذهنه بأنّ جميع أفراد الأسرة هم رهن أهوائه ورغباته، لذلك فإنّ على الوالدين ترويض الطفل على طاعتهما، ومساعدته على كسب شخصية محبّبة بين الناس في المستقبل فربما ينتقل سلوك العناد والعصبية بين الأطفال، إذ من الممكن أن يصبح الطفل العنيد مثالاً يُقتدى به من قبل الأطفال الآخرين،
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ عصبية الطفل قد تزداد وربما تنمّ عن مشاعر النّفور والكراهية من الطفل للأشخاص المحيطين به، وقد يصدر هذا السلوك من الطفل عن وعي، أو أحيانا بدون تفكير فتكون تصرفاته على شكل عادة يمارسها .
وأضافت محمود أنه من الممكن أن يكون عِناد الطفل ورفضه لتنفيذ طلبات والديه ناتجاً عن عدم قُدرته على إتمام المهام والواجبات المُراد منه فعلها، وفي هذه الحالة يجب تقسيم المهمّة إلى أجزاءٍ أصغر بهدف إتمامها على عدّة مراحل، مع أخذ فترات قصيرةٍ للاستراحة، إذ إنّ اتّباع هذا الأسلوب يُمكن أن يحدّ من عناد الطفل، ويدفعه لإنهاء المهمّة بشكلٍ أفضل من محاولة إنهائها خلال جلسة واحدة.