الثورة:
شكل حضور وزير التربية والتعليم محمد عبد الرحمن تركو في البرنامج الدولي للقادة التربويين الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة بمشاركة عدد من وزراء وخبراء التربية والتعليم من مختلف دول العالم، رسالة واضحة على سعي سوريا للعودة إلى الساحة التعليمية العالمية.
هذا النوع من المشاركات يمنح الحكومة فرصة لإبراز التقدم في إصلاح القطاع التعليمي بعد سنوات الحرب، ويعزز حضورها في المبادرات الدولية التي ترسم مستقبل التعليم في المنطقة والعالم.
البرنامج تناول موضوعات محورية مثل المدرسة الرقمية واستخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، وهي قضايا أصبحت معياراً لتطوير التعليم في دول العالم، ومشاركة سوريا في هذا النقاش الدولي تتيح لها الاطلاع عن قرب على أحدث التجارب والأفكار ونقلها إلى بيئتها المحلية، ما يسرّع وتيرة تحديث المناهج والبنية التحتية التعليمية ويواكب احتياجات الأجيال الجديدة.
كما أن التواجد إلى جانب وزراء وخبراء من دول متعددة يفتح الباب أمام شراكات عملية، سواء عبر برامج تدريب للمعلمين أو مشروعات مشتركة في المناهج الرقمية والابتكار التربوي، وهذه العلاقات قد تتحول إلى اتفاقيات ثنائية أو متعددة الأطراف تساعد سوريا على استقدام دعم تقني وفني وتمويلي لقطاع التعليم.
تعكس المشاركة حرص سوريا على أن يكون التعليم رافعة للتنمية البشرية والاقتصادية، لا مجرد قطاع خدمي، الانخراط في مثل هذه الفعاليات يضع الوزارة في موقع المتلقي والفاعل معاً، ويتيح لها رسم سياسات تعليمية حديثة تتوافق مع المعايير الدولية، ما يعود بالنفع على الطلاب والمعلمين ويهيئهم لسوق عمل عالمي أكثر تنافسية.
إضافة إلى بعدها التعليمي، تحمل هذه المشاركة رسالة سياسية عن انفتاح سوريا واستعدادها للتعاون مع محيطها العربي والدولي في مجالات غير تقليدية، وهو ما يعكس توجهاً لإعادة بناء العلاقات الإقليمية والدولية على قاعدة المصالح المشتركة بعيداً عن العزلة السابقة.
ويعتبر حضور الوزير تركو للبرنامج الدولي للقادة التربويين خطوة عملية لتحديث التعليم السوري على أسس جديدة، وفتح قنوات تعاون مع الدول المتقدمة تربوياً، واستعادة ثقة المجتمع الدولي بقدرة سوريا على تطوير نظامها التعليمي، وهذا النوع من الفعاليات يشكل منصة لتسريع الإصلاحات، وتحويل الأفكار إلى سياسات واقعية تخدم ملايين الطلاب وتضع التعليم في قلب مشروع التعافي الوطني.