تصريحات الرئيس الشرع تَلقى صدى إيجابياً واسعاً في وسائل الإعلام الغربية والعربية

الثورة- منهل إبراهيم: 
لاقت تصريحات السيد الرئيس أحمد الشرع  خلال مقابلته مع قناة الإخبارية السورية مساء أمس صدى واسعاً في قنوات الإعلام الغربي والعربي، لاسيما تصريحاته حول وجود مفاوضات بين سوريا وإسرائيل للتوصل إلى “اتفاق أمني”، تنسحب بموجبه إسرائيل من المناطق التي انتهكتها بعد سقوط النظام المخلوع.
وأشارت شبكة الأخبار البريطانية بي بي سي، ووكالة الصحافة الفرنسية، وغيرهما إلى هذا الاتفاق وأن تصريحات الرئيس الشرع تأتي بعد أسابيع قليلة من لقاء جمع وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في باريس، لمناقشة احتواء التصعيد.
ولفتت “بي بي سي” إلى قول الرئيس الشرع في المقابلة: إن إسرائيل اعتبرت سقوط نظام بشار الأسد دلالة على انتهاء اتفاقية عام 74 ، في إشارة إلى اتفاقية فض الاشتباك التي أعقبت حرب عام 1973 بين سوريا وإسرائيل، وذلك على الرغم من أن سوريا “أبدت التزامها بالاتفاقية بعد سقوط النظام”.
وأشارت “بي بي سي” إلى إقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل منخرطة في “مناقشات” لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، حسب تعبير الشبكة البريطانية.
ونوهت الشبكة البريطانية إلى أنه “ومنذ أن تمت الإطاحة بنظام الأسد، في ديسمبر/كانون الأول 2024، تقدمت القوات الإسرائيلية إلى المنطقة العازلة بين سوريا والجزء المحتل من مرتفعات الجولان، وهي منطقة أُقيمت بموجب اتفاق فض الاشتباك عام 1974.
واوضحت “بي بي سي”أن “إسرائيل وسوريا لا تقيمان علاقات دبلوماسية، إذ لا يزال الجانبان في حالة حرب رسمياً منذ العام 1948”.
وإلى نفس السياق أضاءت وكالة الصحافة الفرنسية التي أكدت أن إسرائيل توغلت في الأراضي السورية بعد سقوط النظام المخلوع وسارعت قواتها بضرب مئات الأهداف العسكرية السورية بينما السوريون منشغلون، مشيرة إلى تمسك القيادة الجديدة في سوريا باتفاقات سابقة مع إسرائيل بالرغم من التوتر القائم.
وفي تعليقها على سعي سوريا لأفضل العلاقات مع محيطها الإقليمي والدولي، قالت “بي بي سي”: إنه خلال المقابلة، “تطرق الرئيس الشرع إلى علاقة دمشق بروسيا بعد سقوط النظام السابق، مشيراً إلى أن من مصلحة سوريا الإبقاء على علاقات هادئة مع روسيا، وذلك على الرغم من أن موسكو كانت من أهم حلفاء النظام المخلوع”.
وركزت الشبكة البريطانية على مرونة الرئيس الشرع وحديثه عن العلاقات السورية الإيرانية، مشيرة إلى قوله “إن سقوط نظام بشار الأسد أخرج الأذرع الإيرانية من المنطقة، وأدخل البلدين في حالة من البرود في العلاقات”، ولفتت إلى أن الرئيس الشرع أكد في الوقت ذاته بأن “القطيعة مع إيران لن تكون دائمة”.
إلى ذلك سلط موقع الشرق الإخباري الضوء على حديث الرئيس الشرع عن الروابط بين سوريا وروسيا، ولفت إلى ما أشار إليه الرئيس الشرع إلى “وجود روابط وثيقة بين سوريا وروسيا، مشدداً على أن العلاقات من المهم أن تبنى على أساس السيادة السورية واستقلال قرارها”.
وتابع موقع الشرق أن الرئيس الشرع قال: “إن الإدارة السورية الجديدة ورثت ارتباطات متعددة مع روسيا، وينبغي الحفاظ عليها وإدارتها بطريقة هادئة ورزينة”، موضحاً أن “الروس أعطوا التزامات معينة لسوريا الحالية، ونحن أعطينا التزامات، ونحن وفينا بها وهم وفوا بها حتى اللحظة”.
ولعل أكثر ما ركز عليه الإعلام الغربي والعربي هو سعي سوريا الجديدة للسلام والتعاون الدولي لتحقيق الاستقرار عبر تركيزه على قول الرئيس الشرع:  “إن سوريا لا تريد أن تكون في حالة قلق أو توتر مع أي دولة في العالم، وسياستها تقوم على البحث عن الهدوء التام في العلاقات مع جميع دول المنطقة والعالم”.
وتعمل الحكومة السورية بكل طاقتها وعلى كافة المستويات لاستعادة الهدوء على كامل الجغرافيا السورية، وتسعى دمشق للتقارب الدبلوماسي وتقوية وتصحيح العلاقات الثنائية مع جميع الدول العربية والغربية التي تدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني في سوريا، وهذا ما أكد عليه السيد الرئيس أحمد الشرع في حديثه لقناة الإخبارية السورية.