الثورة – راما نسريني :
يلجأ المواطنون في أغلب الأحياء لحرق النفايات المتراكمة للتخلص منها، وذلك غالباً ما يتم في أماكن مهجورة، أو على أطراف الملاعب والشوارع الفرعية، ما يساعد من وجهة نظر البعض، في التخلص من خطر الأوساخ المتراكمة. إلا أن ذلك يساهم في إنتاج مشكلة أكبر، تتمثل في تلوث الجو بالغازات السامة والخطيرة، والتي قد تتسبب بمشكلات صحية وبيئية خطيرة على المدى البعيد.

من معلم سياحي لمحرقة نفايات..!
علت شكاوى المواطنين حول رائحة حريق منبعثة بشكل يومي من الفندق السياحي في حلب، كونه، بعد الدمار الذي تعرض له، أصبح مبنى مهجوراً، وعرضة للباعة المتجولين الذين اتخذوا منه مكباً لنفاياتهم، حيث يقومون في نهاية اليوم بتجميع تلك النفايات وحرقها كي لا تتراكم، بينما تنبعث الغازات السامة والروائح المؤذية في الأجواء. “من الغريب أن يتم الاعتناء بشكل كبير بساحة سعد الله الجابري، التي تعتبر مركزاً للمدينة، من دون الالتفات لهذا المبنى الذي يعتبر واحداً من أهم معالم المدينة”، باسم نبهان عبّر لـ “الثورة” عن انزعاجه من الإهمال الحاصل في ذاك المبنى، مشيراً إلى أهمية فتح باب الاستثمار وتسهيل عمل الشركات العالمية لإعادة إحياء هذه المباني المهجورة.
سلوى بيطار من سكان حي الميدان، شرحت لـ “الثورة” المعاناة اليومية التي يعيشها سكان الحي، حيث يقوم البعض بتجميع النفايات في الحدائق وحرقها، الأمر الذي يسبب ضرراً كبيراً على صحة السكان نتيجة الدخان الكثيف. وأضافت: الوضع أصبح لا يطاق، ابني يعاني من الربو، الأمر الذي يُجبرني على إغلاق النوافذ بإحكام، في محاولة لحمايته من نوبات الاختناق القاسية، التي يتسبب بها دخان الحريق، مشيرةً إلى أنه نتيجة لكثافة الدخان، فإنه في أغلب الأحيان يخترق المسافات، ويقتحم منازل سكان الحي، مطالبة الجهات المعنية بالتدخل لمنع حرق النفايات بالقرب من التجمعات السكنية.
قوانين جديدة
صحيفة الثورة تواصلت مع مجلس مدينة حلب، الذي أكد بدوره، أن العمل جارٍ على إصدار قوانين جديدة بخصوص المخالفات من هذا النوع، وأن المجلس يعمل على إطلاق قريب لأرقام مخصصة لاستقبال شكاوى المواطنين بهذا الخصوص. ونوه بأن المرحلة الحالية لا تسمح بالتصريح بأي معلومة، كونها تعيش حالة من إعادة تأهيل ودراسة قوانين جديدة تناسب المرحلة الحالية.