الثورة – فؤاد الوادي:
في الوقت الذي كشف فيه موقع أكسيوس الإخباري، أن الولايات المتحدة بدأت تحركاً في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بتشكيل قوة دولية بصلاحيات واسعة في غزة بموجب خطة الرئيس دونالد ترامب لمرحلة ما بعد الحرب في القطاع، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” من كارثة إنسانية وزراعية غير مسبوقة في قطاع غزة.
وذكرت وكالة “وفا” الفلسطينية اليوم، أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” أكدت في تقريرها السنوي أن أقل من 5% فقط من الأراضي الزراعية ما زالت صالحة للزراعة، بعد تدمير أكثر من 80% من المساحات المزروعة بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت: إن نحو 70% من البيوت البلاستيكية الزراعية دُمّرت بالكامل، فيما تضررت غالبية الآبار، ما جعل الوصول إلى المياه شبه مستحيل، وأدى إلى انهيار شبه كامل في منظومة الإنتاج المحلي داخل القطاع.
وبين التقرير أن غزة أصبحت تعتمد بشكل كامل على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتها الغذائية، محذراً من أن استمرار القيود على دخول الإمدادات الزراعية والوقود عبر المعابر سيقود إلى مجاعة واسعة خلال الأشهر المقبلة.
وأضافت المنظمة أن 90% من سكان غزة غير قادرين على الحصول على غذاء كافٍ، مشيرة إلى أن إنتاج الخضروات والحبوب انخفض إلى أقل من نصف مستواه قبل عامين، في حين تعرّض قطاع الصيد البحري لتدمير واسع وتقييدات مستمرة حالت دون عمله الطبيعي.
وصنفت “فاو” قطاع غزة ضمن أسوأ أربع أزمات غذائية في العالم خلال عامي 2024-2025، إلى جانب السودان واليمن وأفغانستان، داعية إلى استجابة طارئة متعددة القطاعات تشمل الأمن الغذائي والمياه والصحة والدعم النفسي، لتفادي انهيار إنساني شامل في القطاع.
في الأثناء، قال موقع أكسيوس الإخباري، إن الولايات المتحدة بدأت تحركاً في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بتشكيل قوة دولية بصلاحيات واسعة في غزة بموجب خطة الرئيس دونالد ترامب لمرحلة ما بعد الحرب في غزة.
ونقل الموقع عن مشروع قرر أميركي، أن واشنطن أرسلت لعدد من أعضاء المجلس مسودة قرار لإنشاء قوة دولية بغزة.
كما تمنح المسودة الولايات المتحدة والدول المشاركة تفويضاً واسعاً لحكم غزة وتوفير الأمن فيها، إذ يدعو مشروع القرار إلى بقاء “مجلس السلام” في القطاع قائماً حتى نهاية عام 2027 على الأقل.
وورد في الوثيقة أن القوة الدولية ستكلف بتأمين حدود غزة مع إسرائيل ومصر، وحماية المدنيين والممرات الإنسانية، كما تشمل مهامها تدمير ومنع إعادة بناء البنية التحتية العسكرية بالإضافة إلى نزع السلاح، وتدريب قوة شرطة فلسطينية ستكون شريكة للقوة الدولية في مهمتها.
وذكر موقع أكسيوس، أن القوة الدولية ستسهم في استقرار البيئة الأمنية بغزة من خلال ضمان عملية نزع السلاح من القطاع، وستتولى قوات الأمن الإسرائيلية مهام إضافية قد تلزم لدعم اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مسؤول أميركي للموقع، إن مشروع القرار سيكون أساساً للمفاوضات خلال الأيام المقبلة بين أعضاء مجلس الأمن الدولي.
وأضاف المسؤول أن بلاده تهدف للتصويت على إنشاء القوة في الأسابيع المقبلة ونشر القوات الأولى بغزة بحلول كانون الثاني/ يناير المقبل، مبيناً أن القوة الدولية ستكون قوة إنفاذ وليست قوة حفظ سلام وستضم قوات من عدة دول، وسيتم إنشاؤها بالتشاور مع مجلس السلام في غزة.
في غضون ذلك، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن نحو 75 ألف نازح في قطاع غزة يحتمون داخل أكثر من 100 مبنى تابع لها، رغم تضرر معظم تلك المرافق جراء القصف الإسرائيلي واكتظاظها بالنازحين.
وأوضحت وكالة الغوث عبر منشور على منصة “اكس” أن الظروف الإنسانية في هذه الملاجئ باتت قاسية للغاية، في ظل النقص الحاد في المياه والغذاء والمستلزمات الأساسية، محذّرة من تدهور الوضع الصحي وانتشار الأمراض بسبب الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي.
وأكدت أن طواقمها تواصل العمل رغم محدودية الإمكانات لتقديم المساعدات العاجلة للنازحين، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لضمان توفير الحماية للمدنيين وتحسين الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
مشيرة إلى أن 90% من سكان غزة يعانون سوء التغذية.