الثورة – فؤاد الوادي:
تُمثل زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى البرازيل، للمشاركة في أعمال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP30، حدثاً دبلوماسياً ذا أبعاد متعددة، يتجاوز في أهميته الملف البيئي ليلامس عمق التحولات في السياسة الخارجية السورية ومحاولات كسر العزلة الدولية.
قوة إقليمية
وتكتسب هذه الزيارة، بحسب الباحث السياسي جواد خرزم، أهمية مضاعفة لكونها الزيارة الأولى لرئيس سوري إلى أميركا اللاتينية، وكذلك المشاركة الأولى لرئيس سوري في قمة للمناخ منذ انطلاقتها، كما أنها تأتي في سياق حراك دبلوماسي مستمر للدولة السورية على مختلف الصعد والمجالات، بدأ بمشاركة الرئيس الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مروراً بزيارته المرتقبة إلى واشنطن.
وأكد خرزم أن أهمية الزيارة تجسد الفهم العميق لدمشق للعبة التحالفات والتوازنات، انطلاقاً من كون البرازيل، قوة إقليمية صاعدة وعضو في مجموعة البريكس، لذلك يمكن اعتبار هذه الزيارة محطة حيوية في استراتيجية دمشق الجديدة لإعادة التموضع الدولي.
تنويع التحالفات
وقال الباحث خرزم: “إن مخاطبة الرئيس الشرع لمؤتمر المناخ لأول مرة يمثل تحولاً في الأجندة الوطنية السورية، بعد سنوات من الطغيان والاستبداد والعزلة ، خصوصاً وأن سنوات الحرب والدمار والقنابل والمتفجرات الكثيرة التي ألقاها النظام المخلوع على المدن السورية كان لها الأثر البالغ في تدمير المناخ والبيئة”، مضيفاً: إن دمشق تنظر إلى البرازيل باعتبارها مدخلاً لها لتعزيز علاقاتها مع دول الجنوب العالمي، كجزء من استراتيجية تنويع التحالفات وتقليل الاعتماد على محاور تقليدية، وهذا ما يفتح الباب على شراكات محتملة ذات طابع اقتصادي تأخذ بعين الاعتبار المشاركة بإعادة إعمار سوريا.
وختم الباحث السياسي حديثه بالقول: “إن زيارة الرئيس الشرع إلى البرازيل تعد نقطة تحول في الدبلوماسية السورية، فهي ليست مجرد مشاركة بروتوكولية في مؤتمر بيئي، بل هي خطوة محسوبة بعناية لـتوسيع دائرة الحلفاء، وتأكيد الحضور على الساحة العالمية، واستخدام ملفات عالمية جديدة كبوابة لكسر العزلة السياسية والاقتصادية، لذلك فإن نجاح هذه الزيارة سيُقاس بمدى قدرة دمشق على تحويل هذا الحضور الرمزي إلى مكاسب ملموسة على صعيد رفع العقوبات، وجذب الاستثمارات، وتعزيز التعاون مع دول الجنوب العالمي”.
وتحمل زيارة الرئيس الشرع الى البرازيل أهمية خاصة كونها خطوة على طريق التعافي السوري والانفتاح على العالم.
وبعد البرازيل يزور الرئيس الشرع الولايات المتحدة الأميركية، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن البيت الأبيض رسمياً، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الإثنين المقبل في العاصمة واشنطن، كأول رئيس يلتقي مع نظيره الأميركي في مقر إدارة حكم الولايات المتحدة.
ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الرئيس الشرع سيزور واشنطن ويلتقي الرئيس ترامب.
وسيبحث الشرع خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن هذا الشهر ملفات رفع ما تبقى من العقوبات عن سوريا، وإعادة الإعمار، ومكافحة الإرهاب.
ووصف الشيباني، خلال مشاركته في منتدى “حوار المنامة” بالبحرين، زيارة الشرع بأنها “حدث تاريخي”.
وأضاف “ستتناول المباحثات عدة قضايا، في مقدمتها رفع العقوبات”، مشيراً إلى أن “سوريا تواجه خطر تنظيم الدولة “داعش” وتحتاج إلى دعم دولي في مكافحة الإرهاب”.