ما تأثير سحب القوات الأميركية من أوروبا على الأمن الأوروبي؟

الثورة – منهل إبراهيم:

تثير التوترات المتزايدة بين أوروبا والولايات المتحدة، في ظل تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب قواته من دول أوروبية، مخاوف حقيقية بشأن مستقبل الأمن الأوروبي.

ويرى بعض الخبراء أن تهديدات ترامب قد تكون مجرد تكتيك سياسي، لدفع الأوروبيين إلى زيادة إنفاقهم الدفاعي، لكنهم يحذرون من أن هذه التصريحات يجب أن تؤخذ على محمل الجد، حتى وإن كانت مجرد مناورة.

وفي افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال انتقدت الصحيفة الأميركية خطوة اتخذتها إدارة ترامب مؤخراً، بسحب لواء قتالي أميركي من رومانيا الموجودة على خط الجبهة بين روسيا وأوروبا، وهي خطوة تأتي في سياق “جدل واسع” داخل إدارة البيت الأبيض حول مكانة الولايات المتحدة في العالم.

وتدرج الصحيفة ما أعلنه البنتاغون الأسبوع الماضي عن سحب لواء قتالي تابع للفرقة 101 المحمولة جواً من رومانيا، وهو إعلان وصفته وزارة الدفاع الرومانية بأنه نتيجة للأولويات الجديدة للإدارة الأميركية، ويعني قرار سحب القوات أن 1000 جندي أميركي سيبقون في رومانيا، التي يمثل الوجود الأميركي فيها نسبة ضئيلة من الوجود الأميركي في عموم أوروبا.

لكن الصحيفة ترى أن الولايات المتحدة تقوم فعلياً بتقليص قوتها القتالية على الجبهة الشرقية لحلف الناتو، وذلك بالتزامن مع تصعيد “جيش بوتين”، بحسب وصفها، لخروقاته بالطائرات المسيرة في أجواء دول أوروبا الشرقية، و”اختباراته الأخرى للتحالف الغربي”، ورفضه التوصل لتسوية للحرب في أوكرانيا.

وقد قوبل قرار سحب القوات بـ “انتقادات حادة” من كبار ممثلي الحزب الجمهوري في الكونغرس، الذين يدعمون الرئيس ترامب.

وتنقل “وول ستريت جورنال” في هذا السياق ما قاله النائب الجمهوري مايك روجرز، والسيناتور الجمهوري روجر ويكر، اللذان وصفا القرار بأنه “يرسل إشارة خاطئة” لبوتين، وأكدا أن رومانيا حليف موثوق وتستضيف وحدة دفاع صاروخي أميركية منذ عام 2016، مشيرين إلى رغبتهما في الحصول على ضمانات بأن الإدارة الأميركية ستبقي على لواءين مدرعين في بولندا.

وترى الصحيفة أن بعض مستشاري ترامب يريدون “انسحاباً أوسع للقوات الأميركية من أوروبا”، وهو أمر من شأنه أن يجعل الأمر صعباً على الرئيس ترامب، برأيها، للتفاوض على سلام دائم في أوكرانيا.

وانتقد ترامب حلف الناتو مراراً وشدد على وجوب تحمل الحلفاء الأوروبيين مسؤولية أكبر في الدفاع عن بلدان “الناتو”، عبر زيادة الإنفاق العسكري في وقت لا تزال فيه أوكرانيا منخرطة في حرب مفتوحة ضد روسيا.

وجاء إعلان سحب القوات بعدما أفادت تقارير في وقت سابق هذا العام بأن واشنطن قد تسحب 10 آلاف جندي من شرق أوروبا، وهو أمر رأى محللون أن من شأنه تشجيع موسكو على القيام بتحركات عدائية.

وفي هذا السياق نقلت شبكة “إن بي سي” الأميركية عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين في وقت سابق أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تخطط لسحب 10 آلاف جندي أميركي ينتشرون في بلدان بشرق أوروبا.

وكان وزير خارجية إستونيا مارغوس تساكنا طالب الدول الأوروبية بالاستثمار أكثر بكثير في قدراتها الدفاعية الخاصة مما عليه الآن، مؤكداً أنه لا يعلم تحديداً تداعيات قرار واشنطن “إعادة تموضع” قواتها في أوروبا.

وحذر المحلل لدى جامعة سانت أندروز في أسكتلندا فيليبس أوبراين من أن القرار الأميركي “سيضعف أمن” رومانيا التي تعد دولة “على الخطوط الأمامية”، مضيفاً -على منصة إكس- “أرجوك يا أوروبا استيقظي.. الولايات المتحدة لن تدافع عنك في وجه روسيا”.

وقالت صحيفة “بيلد” الألمانية: إن مسؤولين أوروبيين يرجحون أن يوافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سحب القوات الأميركية من دول البلطيق، وهو ما يعني ترك أوروبا بلا دفاع ضد روسيا.

 

آخر الأخبار
هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي إسماعيل بركات: التعامل مع "قسد" وفق منهج بناء الدولة والعدالة الانتقالية