الثورة – متابعة لينا شلهوب:
بين وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو، أن سوريا منفتحة على التعاون الدولي في المجالين العلمي والتربوي، إيماناً منها بأن بناء الإنسان يرتكز على العلم، وأن الشراكات المعرفية تشكّل أحد أنبل أشكال السلام وأكثرها استدامة.
جاءت تصريحات الوزير خلال الكلمة التي ألقاها باسم الجمهورية العربية السورية أمام الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو المنعقدة في مدينة سمرقند عام 2025، بمشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء وخبراء في التربية والعلوم والثقافة.وأوضح الوزير أن سوريا، رغم التحديات التي فرضتها الظروف خلال السنوات الماضية، تعمل على ترسيخ مسار تعليمي قادر على تلبية احتياجات الجيل الجديد، ومواكبة التطورات العالمية المتسارعة في الفكر التربوي والبحث العلمي والتقنيات التعليمية، وكشف عن اعتماد وزارة التربية والتعليم استراتيجية وطنية شاملة تقوم على ثلاثة محاور رئيسية، تتمثل بتطوير البنية التحتية التعليمية، وتحديث المناهج بما يتوافق مع معايير التعليم الحديثة، كذلك تأهيل الكوادر التدريسية لرفد المؤسسات التعليمية بمعلمين يمتلكون مهارات عصرية في الإدارة الصفية والتعلم الرقمي.

وأكد الوزير تركو أن الاستثمار في التعليم يشكّل اليوم الركيزة الأهم لتحقيق التنمية المستدامة، ليس فقط بوصفه حقاً أساسياً من حقوق الإنسان، بل باعتباره عاملاً مباشراً في حماية المجتمعات من آثار الأزمات، وتمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي والاجتماعي.
وفي السياق نفسه، نوه الوزير بالتعاون القائم بين سوريا ومنظمة اليونسكو، والمتمثل في برامج دعم التعليم وإعادة تأهيل المرافق الثقافية والتراثية التي تعرضت للأضرار، مشيراً إلى أن صون الإرث الإنساني مسؤولية مشتركة تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، لأن التراث الحضاري هو ذاكرة الشعوب، وعنوان هويتها، والجسر الذي يربط حاضرها بماضيها ومستقبلها.
وختم كلمته بالتأكيد على أن سوريا ماضية في تطوير منظومتها التعليمية، وتوسيع آفاق التعاون مع المؤسسات الدولية، إيماناً بأن بناء الإنسان المتعلم والمتمكن هو المدخل الأساسي لبناء وطن مستقر ومجتمع قوي قادر على مواجهة تحديات العصر.