الثورة – عدي جضعان:
في رؤية سياسية معمقة قدمها لـ “الثورة”، أكد وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة، أن مسار العلاقات السورية مع الولايات المتحدة الأميركية والجهود الإقليمية والدولية لدعم الاستقرار في سوريا يسير نحو الأمام بخطوات ثابتة.
وقال المعايطة: “إن العلاقة بين سوريا والحكم الجديد والولايات المتحدة لم تعد مقتصرة على زيارة واحدة بل سبقتها لقاءات متعددة ومحطات مهمة”، مشدداً على أن العلاقات الأميركية السورية أخذت قطعاً شوطاً إيجابياً، واستدل على ذلك بلقاءات سابقة في السعودية ونيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، إضافة إلى اللقاءات الدورية مع المبعوث الأميركي وسفير واشنطن في تركيا.
وأشار إلى أن هذه الخطوات الأميركية شملت مناقشة مواضيع محورية تخص سوريا وعلى رأسها مكافحة الإرهاب ورفع العقوبات، وهي خطوات وصفها بـ “المهمة وما زالت مهمة للدولة السورية”.
العقوبات والإعمار
وفي سياق الملفات الشائكة، لفت المعايطة إلى أن القرارات الأميركية مثل رفع العقوبات وقانون قيصر وإعادة الإعمار هي ملفات دولية تتطلب متابعة للتنفيذ، وتأثيراتها تجاوزت سوريا لتدفع دولاً وشركات كبرى لعدم التعامل معها خوفاً من العقوبات الأمريكية.وفي تطور لافت، أفاد المعايطة بوجود أخبار تفيد بتزامن زيارة الرئيس الشرع مع زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن، معتبراً هذا التزامن يعطي للقاءات بعض التنسيق ويُظهر ثقة سعودية في هذه اللقاءات للمصلحة السورية.
وشدد المعايطة على حاجة سوريا إلى تثبيت نفسها كدولة على صعيد مكافحة الإرهاب ورفع العقوبات، ومطالبتها واشنطن بـ استمرارية الموقف الأميركي في رفض أي تقسيم يتعلق بالسويداء، والضغط على إسرائيل في هذا الموضوع، مؤكداً أن الموقف الأميركي حتى الآن “إيجابي بالنسبة لسوريا في هذا الملف”.
واعتبر أن انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب يمثل خطوة مهمة للجانب السوري لتثبيت مسار القيادة الجديدة، خصوصاً وأن هناك تنسيقاً سابقاً على الأرض بين سوريا والولايات المتحدة في عمليات استهدفت قيادات إرهابية لتنظيم داعش.كما أكد المعايطة أن إعادة الإعمار هو “مفتاح السعودية بالدرجة الأولى”، والتي تقدم الكثير لسوريا على صعيد الاستثمارات والمساعدة.
إنجاز لـ “ترامب”
وأكد الوزير الأردني الأسبق أن ملف المفاوضات السورية الإسرائيلية هو “مهم جداً بالنسبة للولايات المتحدة”، وأن الإدارة الأميركية تولي أهمية كبيرة للتوصل إلى “اتفاق ما، سياسي، أمني، إجرائي، بأي كان شكله” بين سوريا وإسرائيل، واصفاً هذا الأمر بالإنجاز الذي سيسجله الرئيس الأميركي ترامب في حال انضمام سوريا إلى اتفاقيات السلام.
وتشمل المطالب الأميركية الأخرى خروج إيران من سوريا والمنطقة، حيث يرى المعايطة أن سوريا تستطيع أن “تقوم بدور ما” كـ “دولة مانعة” للحضور الإيراني، بالإضافة إلى انضمام سوريا إلى منظومة الدول القريبة من واشنطن بالنظر لأهميتها الجغرافية والاقتصادية ومواردها.
وفيما يخص الحلفاء، أكد المعايطة أن سوريا “ليست معنية أن تكون حليفة لإيران”، بل هي معنية بـ علاقات حذرة، معتبراً أنه ” لا يمكن أن تضع في الميزان، العلاقة مع إيران بالعلاقة مع الولايات المتحدة”.
كما أوضح أن العلاقة مع روسيا لها مصالح مهمة، لكن “العنوان الأساسي في إعادة تأهيل سوريا دولياً هو واشنطن وليس موسكو”، لأن “مفتاح عودة سوريا إلى المجتمع الدولي” و”مفتاح إعادة الإعمار” بيد الإدارة الأميركية.
وفيما يتعلق بالاتفاق مع كيان الاحتلال، أشار المعايطة إلى أن التوصل إلى اتفاق بين سوريا وإسرائيل “لم يعد أمراً من باب الاحتمالات والخيال السياسي، بل هو أمر قادم بشكل ما”، مؤكداً أن العبرة تكمن في الشروط السورية، والتي تتضمن وقف الضربات الإسرائيلية وحل ملف السويداء بضغط أميركي، والتفاوض حول ملفات شائكة تتعلق بالجولان المحتل والأمان والمياه والاعتداءات.تجاوز الشروط السياسية وأفاد المعايطة أن الشروط السياسية الأميركية الدولية المطلوبة من الحكم الجديد في سوريا، والمتعلقة بتمثيل كل السوريين وموضوع الإرهاب، تم إنجازها وتجاوزها خلال الأحد عشر شهراً الماضية، مشيراً إلى أن الحكم في سوريا اليوم “مقبول عربياً ومقبول دولياً ومقبول أميركياً ومقبول روسياً”.
وفيما يخص المعارضة السورية، رأى المعايطة أن خيارها الوحيد هو الاندماج في الدولة والدخول في المؤسسات، لافتاً إلى أن الدول التي كانت تدعم المعارضة “حسمت خيارها تماماً أنها مع استقرار الدولة السورية وداعمة للحكم الجديد في سوريا”.
وتأتي تصريحات الوزير الأردني الأسبق سميح المعايطة، لصحيفة “الثورة”، في توقيت بالغ الأهمية يشهد تحولات جذرية في الموقف الإقليمي والدولي تجاه سوريا، وخصوصاً بعد فترة من العزلة الدبلوماسية والسياسية التي فرضتها سياسات ومشاريع النظام البائد.